بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ وسلم على أشرف من وطأت قدمه الأرض وعلى آله وصحبه أجمعين
سؤال قد لا يكون فكر فيه الكثير , وقد يكون فكر فيه الكثير
فسؤالي لكم هل فكرتم فيه ؟؟
لأكون صادق معكم أنا لم أفكر به ولكني وجدته بالصدفة
لماذا كانت بعثة النبي من العرب ؟؟
لقد اجتهد العلماء في جمع الأسباب فكانت كالتالي :-
1/ أن العرب أهل ذكاء وفطرة وفطنة واتساع للغة :
سوف نأخذها واحدة واحدة
أولا الفرق بين الذكاء والفطنة هي أن الفطنة ضد الغفلة والذكاء تمام الفطنة
وقد اشتهر العرب بالذكاء والفراسة والفطنة وقصصهم تدل عى ذلك
فكان العرب أذكى من كل الأمم التي حولهم على الرغم أنهم كانوا متخلفون ماديا
غير أنهم كانوا متقدمون عقليًا على تلك الأمم
والدليل أنهم كانوا يعرفون الله عز وجل قبل أن يأتيهم نبي وكانوا يعبدونه
ولكن بطريقة خاطئة فكانوا يعتقدون أن الأصنام واسطة بينهم وبين الله جل وعز
وكانوا يخشون الله ويخافونه وقصة هدم الكعبة قبل البعثة بخمس سنوات خير دليل
وهذه قصة جميلة تدل على ذكاء و( فطرة ) العرب قبل البعثة :
قامت قريش ببناء الكعبة، وذلك قبل البعثة بخمس سنوات، وكان بناء الكعبة آنذاك على هيئة
حجارة منضودة موضوعة بعضها فوق بعض من غير طين، مما جعل السيول التي تجتاح مكة بين
الحين والآخر تؤثر على متانة الكعبة فأوهت بنيانها وصدعت جدرانها، حتى كادت تنهار، فقررت
قريش إعادة بناء الكعبة بناء متينا يصمد أمام السيول.
ولما أجمعت قريش أمرها على إعادة بناء الكعبة وقف فيهم أبو وهب بن عمرو وقال لهم :
"يا معشر قريش، لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبًا، لا يدخل فيها مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس"
لكن قريش تهيبت وخافت من هدم الكعبة، وخشيت أن يحل عليهم بذلك سخط الله، كما حل
بأبرهة الحبشي وجنوده خصوصا أنهم هم أنفسهم من رأوا وعاصراوا تلك الحادثة العظيمة
فقال لهم الوليد بن المغيرة (( أبو خالد بن الوليد )) :
" أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المعول وبدأ بالهدم وهو يقول: اللهم لم نزغ، ولا نريد إلا الخير"،
فهدم من ناحية الركنين، ثم قال للناس انظروا لم يصبني شيئ فأبوا وقالوا ننتظر إلى الليل
فترقب الناس ليلتهم ليروا هل أصابه شر بسبب ما فعل، فلما رأوه يغدو عليهم لا بأس به،
قاموا إلى الكعبة فأكملوا هدمها، حتى لم يبق منها إلا أساس إبراهيم عليه السلام .
ثم تلى ذلك مرحلة البناء، فتم تقسيم العمل بين القبائل، وتولت كل واحدة منها ناحية من
نواحي الكعبة، فجعلوا يبنونها بحجارة الوادي، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود دب الشقاق
بين قبائل قريش، فكل يريد أن ينال شرف رفع الحجر إلى موضعه، وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم،
حتى جاء أبو أمية بن المغيرة المخزومي فاقترح عليهم أن يحكموا فيما اختلفوا فيه أول من
يدخل عليهم من باب المسجد الحرام، فوافقوا على اقتراحه وانتظروا أول قادم،
فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
وما إن رأت قبائل قريش رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى هتفوا :
" هذا الأمين، رضينا، هذا محمد"، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر فقال ( هلم إلى ثوبًا)
فأتوه به فوضع الحجر في وسطه ثم قال ( لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعًا)
ففعلوا، فلما بلغوا به موضعه، أخذه بيده الشريفة ووضعه في مكانه.
ولما كانت قريش قد عزمت على بناء الكعبة من حلال أموالها، فقد جمعت لهذا الأمر ما
استطاعت، إلا أن النفقة قد قصرت بهم عن إتمام بناء الكعبة بالمال الحلال الخالص، ولهذا
أخرجوا الحجر (الحطيم) من البناء، ووضعوا علامة تدل على أنه من الكعبة، وقد ثبت في
الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة - رضي الله عنها:
( ألم تر أن قومك قصرت بهم النفقة ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابًا شرقيًا وبابًا غربيًا وأدخلت فيها الحجر).
انتهت القصة وهذه من قصص العرب الجميلة التي تدل على فطرتهم حيث أنهم علموا
أن الأموال التي تأتي من الزنا والربا والسرقة والظلم مال حرام فلم يبنوا الكعبة إلا بالمال الحلال
حتى أن المال لم يكفي فجعلوا علامة تدل على أن هذا جزء من الكعبة وهو إلى الحطيم.
اللغة واتساعها فماذا عساني أن أقول بهذا الموضوع فمن لا يعرف جمال اللغة العربية
لا يفقه في اللغات فقد أثبتت اللغة العربية أنها لغة غنية فصيحة ومتسعة لكل جديد وتطور
والدليل على الإتساع المسميات الحالية مثل : سيارة , طائرة , دراجة , وغيرها الكثير الكثير
2/ كذلك كانوا أهل كرم وسخاء ويكفي أن أقول كمثال حاتم الطائي وكفى .
3/ كذلك العرب كانوا أصحاب شجاعة ومغاوير حرب وأحلاس خيل فكانوا يقاتلون من أجل ناقة,ويقتتلون من أجل جرعة ماء فكانوا مغاوير حرب عندهم
صبر وقوة وجلد على القتال لا قبل لأحد بهم فهم أسودا في ساحات الوغى.
4/ كذلك كانوا أصحاب صراحة ووضوح بعيدين عن الالتواء والتعقيد، لأنهم بطبيعتهم لا يهابون أحد.
5/ كذلك من أسباب الاصطفاء للعرب أنهم كانوا بمعزل عن أدواء المدينة والترف الذي يحول بينهم وبين معتقدهم لأن المدينة تشغل الإنسان
عما يعتقده في النظر والالتفاف للشهوات وما شابه فيصرف الإنسان
عما يعتقده أما هؤلاء فكان ليس لهم إلا الآلهة والأكل والشرب والبيوت
فالمدنية لم تكن عندهم، حتى لا تصرف شيئا من جهدهم، ولا شيء من فكرهم عن معتقدهم .
6/ كذلك كانوا أمة نشأت على الحرية والمساواة والأنفة والعزة
فالعربي لا يرضى الذل والاستعباد وكان يقاتل من أجل الحرية .
7/ كذلك كانوا يمتازون بالشهامة والمرؤة والنخوة
فكانوا يساعدون الضعيف ويعينوه وينصروه حتى لو كان فيها حرب من أجل هذا .
8/ الأمانة والصدق من صفات العرب التي لا يحب العربي أن يشتهر بعكسها
وخصوصا كبار وسادات العرب .
8/ بالإضافة إلى موقع جزيرة العرب في الناس فإن الجزيرة العربية من نظر
إليها إطلالة سريعة وجد أن الجزيرة العربية تملك العالم بأسره، كل العالم
محيط بالجزيرة العربية وأثبتت الجغرافيا الآن أن مكة أم القرى
كما قال الله تبارك وتعالى أن مكة والكعبة هي مركز الأرض ،
فكان موقع العرب موقع متميز إذ عندهم البحار، وعندهم الأنهار،
وعندهم الصحراء فكانوا يملكون شيئا كثيرا من هذه الأرض مما جعل ذلك
مدعاة لظهور الرسالة عندهم ليحتاج الناس إليهم في كل زمان وفي كل مكان.
أتمنى أنني أفدتكم بشئ يستحق القراءة
مع ملاحظة أن الفقرة ( 7 , 8 ) كانت اجتهاد مني
وليست من اجتهاد العلماء
ولكن التفصيل من اجتهادي
أتمنى منكم دعوة لي في ظهر الغيب
حتى ترد عليكم الملائكة وتقول ولكم بمثل
أخيرا
دعاء كفارة المجلس
(( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلأَ انْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ))