هل يمكن أن يخرج لنا التاريخ رجالاً بحجم شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية والإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي واحمد بن حنبل رحمهم الله جميعاً.
أفكر أحيانا ......... لو أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله أو مالك أو أبو حنيفة أو الشافعي أو احمد بن حنبل رحمهم الله ولدوا في عصرنا الحاضر !
هل سيكونون أئمة وعلماء دين عظام أم سيختارون عملاً أخر ؟ مهندسون مثلاً أو أطباء !
في زمننا هذا ..... المتفوقين والأذكياء يحصلون على أعلى الدرجات في التعليم النظامي الرسمي وبعد إنهاء المرحلة الثانوية يتجه غالبيتهم ( المتفوقون ) إلى الكليات العلمية مثل الطب والهندسة والحاسب الآلي ليتخرجوا ويصبحوا أطباء ومهندسين.
أما البقية ( وقد يكون من بينهم قلة من المتفوقين ) ...... فيتجهون إلى الكليات الأخرى ومن ضمنها كليات الشريعة وأصول الدين وعلم الحديث وغيرها ليتخرجوا ويصبحوا مدرسين وموظفين.
إذن...... الذي يحدث أن النخبة من أفراد المجتمع من ناحية القدرات الذهنية الفردية يتجهون لكليات الطب والهندسة والحاسب الآلي وغيرها من الكليات العلمية التطبيقية .
التعليم العام ونظام العمل يكّرس هذا الأمر ........ فيربط جميع الأعمال والوظائف بالدراسة النظامية, ويساوي في ذلك بين الكليات التطبيقية و الكليات الشرعية.
قد يكون ربط العمل بالدراسة بالنسبة لكليات كالطب والهندسة معقولاً ومبرراً لكون هذه الأعمال مهن وحرف يدرسها الإنسان ليعمل ويعيش.
أما الكليات الشرعية فالمفترض أن لا تخّرج حرفيين ولا أن تُتخذ كمهنة أو حرفة يتكّسب منها.
في هذه الحالة لن يدرس في هذه الكليات إلا من يرغب أن يتعلم العلم الشرعية لذاته لا أن يدرس ليحصل على وظيفة , أضف إلى ذلك أن من يتعلم العلم الشرعي بهذه الطريقة سيكون صاحب مهنة أو حرفة يعيش منها غير علمه الشرعي فلا يجامل ولا يتنازل في سبيل علمه, ويطلب المزيد والمزيد من هذا العلم لكونه تعلم عن رغبة وبدون أطماع دنيوية كالراتب أو المنصب.
في هذه الحالة يكون العلم الشرعي مٌشاعاً (على مستوى الجامعات ) ولكل من يرغب صغيراً أو كبيراً, مهندساً أو طبيباً أو نجاراً أو حداداً فالمهنة شيء والعلم الشرعي شيء أخر.
سيكسب التعليم الشرعي في هذه الحالة شريحة مهمة ومؤثرة من أفراد المجتمع يضيفون الكثير والكثير مما نحتاج إليه في وقتنا الحاضر في ظل تطور الحياة المعاصرة وتغيرها المتسارع.
وجهة نظر شخصية, وقد أكون مصيباً أو مخطئاً.
نحتاج للتفكير في كثير مما نعتبره من المسلّمات في حياتنا, فقد تكون خطأ.
لكم تحياتي ,,
من شبكة الزعيم: