من أضاع الحلم الآسيوي؟
تجاهلوا تأهيل القحطاني والشلهوب.. ولم يتعلموا من الأسطورة
تقرير تركي السالم - الخميس 28 مايـو 2009
ودع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال دوري المحترفين الآسيوي بعد أن خرج من أمام نظيره أم صلال القطري في دور الـ16 على الرغم من أن الفريق الهلالي مكتمل ويلعب على أرضه وبين جماهيره إلا أن ذلك لم يشفع للهلال بتقديم نفسه كبطل قادر على الحصول على البطولات وإسعاد جماهيره.
ما حدث بعد المباراة في مدرجات ملعب الملك فهد بالرياض لم يكن بالأمر العادي والطبيعي فكانت الجماهير الهلالية تتساءل هل من يرتدي الشعار الأزرق هو الهلال أم فريق آخر لأن الجماهير لم تتعود طوال التاريخ أن تشاهد نجومها أجسادا بلا روح،
قمة السخرية قالها مدرب أم صلال القطري في المؤتمر الصحفي حينما قال أنا أدرك تماما أن فريقي لا يمكن أن يقارع الكبار لكن فوزي على الهلال إنجاز كبير يجب أن أبارك للاعبين عليه, المسألة لم تعد فريق كرة قدم خسر إحدى مبارياته بل أصبحت أكبر من ذلك بكثير، إدارة لم يأت منها تقصير من ناحية الأمور المادية بل كانت تسلم الرواتب أولاً بأول ولكنها لم تنجح في تهيئة اللاعبين قبل المباراة وشاهدنا من بداية المباراة كيف كانت طريقة لعب نامي والزوري ليس في هذه المباراة فقط بل في الموسم بأكمله كانوا عبئا على الهلال, ياسر القحطاني الذي يحتاج إلى رعاية خاصة مع زميله محمد الشلهوب لم يجدا في إدارة الكرة من يحاول إعادة تأهيلهما من الإحباط الذي عانى منه الثنائي لأن الموهبة دائما تحتاج إلى رعاية خاصة من أجل استمرار عطائها..
ولعل الخطأ الأكبر تفرغ إدارة النادي للبحث عن أخطاء الإعلام ونسيان الفريق وإعداده حيث انشغلت إدارة النادي بما يكتب في الإعلام إضافة إلى متابعة تحركات الإعلاميين المكلفين بتغطية نادي الهلال ومحاولة إبعادهم عن اللاعبين لسبب يجهله اللاعبون والإعلاميون وكان هناك سكوت إعلامي لعل أن تكون هذه السياسة من خطط الإدارة لتهيئة فريق يستطيع المنافسة على المستوى الآسيوي ولكن جاءت النتيجة عكس ذلك ويجب أن أذكر هنا كيف كان يرد الأسطورة سامي الجابر على منتقديه عندما كان لاعبا في النادي فسامي اللاعب كان يعرف أن أفضل طريقة للرد على من يحاول التطاول عليه كنجم أو على ناديه هو الميدان فشاهدناه داخل الملعب يفترس الخصوم ولا يترك مجالا لمن يتصيد أخطاءه كم كانت تتمنى ملايين الجماهير الهلالية أن تستفيد إدارة النادي من سياسة اللاعب سامي الجابر للرد على من يحاول استنقاص فريقها ولاعبيه..
وكما أشدنا بمدرب الفريق عبد اللطيف الحسيني كثيرا يجب أن يدرك أنه أخطأ عندما قال في المؤتمر الصحفي إنه يجب أن نرضى بالخسارة لأن كرة القدم هي فوز وخسارة وهذا الكلام لن يرضي عشاق الهلال لأن الهلال لو خسر وهو يقدم كرة قدم حقيقية وأداء مقنعا وروح الفريق موجودة لكانت الخسارة مقنعة لأن الفريق قدم مستوى كبيرا لكن الهلال لم يظهر لذلك أصبحت خسارة الهلال ليست فوزا وخسارة بل خسارة متوقعة لفريق لا يمكن أن ينافس.
" الرياضية" أخذت آراء بعض الهلاليين حول الخروج الآسيوي وضياع حلم العالمية الذي كان يسعى الجميع للوصول إليه, حيث أرجع لاعب الفريق السابق حسين المسعري خروج فريقه من دوري المحترفين الآسيوي إلى مدرب الفريق عبد اللطيف الحسيني وقال " الفريق القطري كان يعتمد على تكثيف المدافعين ويلعب بمهاجم واحد للبحث عن ركلات الترجيح وكأنه يطلب من الهلال مهاجمته ولكن للأسف جاءت تغييرات الحسيني محبطة بتغيير ياسر القحطاني وإدخال مهاجم آخر وهو أحمد الصويلح وقتها علمت أن مدربي الفريقين لا يريدان الفوز.
واستغرب المسعري غياب روح لاعبي الهلال وقال: بصراحة لم أشاهد طوال السنوات التي قضيتها داخل الهلال لاعبا يدخل المباراة ولا يريد الفوز من خلال غياب الخوف من الخسارة والرغبة بأن يكون الهلال البطل دائما وفي مباراة أم صلال القطري من شاهد المباراة كان يعتقد أنها تجمع أم صلال باللاعب أسامة هوساوي الذي كان فريقاً بأكمله والباقون غائبون..
ووصف المسعري العلاج الذي يحتاجه الفريق للعودة للمنافسة على جميع البطولات وأنه يكمن في تسريح عدد من اللاعبين الذين لا يستطيعون خدمة الهلال وعدم مجاملة أحد على حساب الفريق والبحث عن مواهب في المراحل السنية داخل نادي الهلال والجميع شاهد فريق درجة الشباب يضم لاعبين قادرين على خدمة الفريق..
من جانبه أكد المدرب الوطني عبد العزيز الخالد أن خسارة الهلال جاءت متوقعة بسبب منظومة مترابطة طوال الموسم وقال "منذ رحيل كوزمين والإدارة لم تحسم الأمور الفنية حتى فقد الفريق استقراره الفني وهذا تتحمله الإدارة لأنها لو أوكلت مهمة قيادة الفريق للمدرب عبد اللطيف الحسيني منذ وقت مبكر لكان الفريق أحسن حالا من الذي شاهدناه أمام أم صلال ،
وأضاف " يجب أن نعترف بأن لاعبي الفريق لم يقدموا ما طلب منهم ولم يظهروا بالمستوى المعروف عنهم وكانوا واثقين من تحقيق الفوز بسبب أن فريق الاتحاد كسب أم صلال بسبعة أهداف دون مقابل على الرغم من أن التصاريح التي سبقت المباراة للإدارة واللاعبين كانت رائعة وكان فيها احترام للخصم وتأكيد على أن نتيجة الاتحاد لن تؤثر عليهم"..
واستغرب الخالد التغييرات التي أجراها الحسيني في إخراج ياسر القحطاني على الرغم من أن ياسر كان يستطيع في أي وقت من المباراة التسجيل للإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها. وطالب الخالد بإحضار لاعبين أجانب بنفس أسلوب الليبي طارق التايب والاستغناء عن السويدي ويلهامسون والكوري سول لأن أسلوب لعب هذين اللاعبين لا يتناسب مع أسلوب لاعبي الهلال وإمكانياتهم..
وتمنى الخالد من الإدارة الهلالية عدم إصدار القرارات السريعة والمنفعلة وقال: وجود لجنة فنية أصبح ضرورياً لأسباب عديدة فمثلا اللاعب محمد الشلهوب لم يهبط مستواه الفني وقدم مستوى جيدا ويحتاج إلى بعض الأمور الفنية. متمنياً استمرار الإدارة بقيادة رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد والأجهزة العاملة لأن الهلال قدم مستوى جيدا وكان متواجدا على منصات التتويج والجميع عملوا عملا كبيرا وحققوا بطولة والأهم الابتعاد عن القرارات الانفعالية..
..,