بعـد أحداث العنف بمباراة تركيا وسويسرا
الفيفا تريد إلغاء النشيد الوطني قبل المباريات
كشف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " السويسري جوزيف سيب بلاتر أن الفيفا تفكر جدياً في إلغاء النشيد الوطني قبل كل مباراة دولية، بسبب أحداث العنف الأخيرة التي صاحبت بعض المباريات الدولية أثناء عزف النشيد الوطني ، وعادة ما يعزف النشيد الوطني وهو تقليد متبع في كافة المباريات الرسمية والودية بين مختلف الأندية والمنتخبات في العالم ، ويأتي تصريح بلاتر تعقيباً على أحداث العنف التي وقعت عقب إنتهاء مباراة تركيا و سويسرا في إطار مباريات الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم وانتهت المباراة بفوز تركيا بأربعة أهداف مقابل هدفين، لكنها لم تتأهل إلى المونديال وخطفت سويسرا منها بطاقة التأهل بأفضلية فوزها في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين.
وقالت صحيفة "شفايتسر ايللوستريت" السويسرية في عددها الصادر يوم الثلاثاء أن بلاتر يريد إلغاء عزف النشيد الوطني قبل كل مباراة دولية، حيث أكد للصحيفة السويسرية أنه لا يرى أي معنى لهذا النشيد من الآن وصاعداً ما اذا كان الاستمرار بذلك سيجلب الكثير من المشكلات و أحداث العنف، موضحاً أن الفيفا يفكر جديا في هذا الأمر في الوقت الحالي.
وشهدت مباراة سويسرا و تركيا التي أقيمت في إسطنبول في السادس عشر من الشهر الحالي، أحداثا مؤسفة حيث تعرض المنتخب السويسري لمضايقات منذ وصوله إلى تركيا حيث رماهم الجمهور التركي بالبيض ، ورفع شعارات معادية لهم، وقبل المباراة بين المنتخبين قوبل النشيد الوطني السويسري بصافرات الاستهجان في محاولة إعتبرها الأتراك رداً على التصرف ذاته للجمهور السويسري في مباراة الذهاب التي أقيمت في بيرن ( عاصمة سويسرا ) وانتهت بفوز المنتخب المضيف بهدفين نظيفين، علماً بأن النشيد الوطني التركي واجه صفير الاستنكار خلال المباراة ذاتها.
ووصف بلاتر في حديثه لصحيفة "شفايتسر ايللوستريت " الصفير و الاستهجان الذي رافق نشيد سويسرا الوطني قبل المباراة مع تركيا بأنه "تصرف غير لائق ويهين الكرامة الوطنية" .
وبحسب بلاتر فإن الفيفا تفكر حالياً بجملة من الاقتراحات للحد من هذه الأعمال ، تبرز منها إلزام اللاعبين بمصافحة بعضهم البعض بعد كل مباراة، موضحاً بأنه لا يمكن القبول بأن لا يتمكن اللاعبون من التعبير عن فرحتهم الفوز والانصراف كاللصوص.
و هدد الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا عقب المباراة بأن تركيا قد قد تحرم من المشاركة في تصفيات مونديال 2010 بعد أحداث العنف التي حصلت عقب مباراتها مع سويسرا، حيث أكد بلاتر يومها في تصريح أدلى به لاذاعة "دي ار اس" السويسرية- الالمانية أن هذه العقوبة ستحل بتركيا إذا ثبتت صحة تلك الأحداث، معبرا في الوقت ذاته عن غضبه الشديد جراء تلك الاحداث التي وقعت عقب المباراة ، ووعد باتخاذ عقوبات صارمة بحق الاتراك ، مشيراً إلى أن العقوبات قد تصل الى اقصاء تركيا من خوض تصفيات مونديال 2010 المقررة نهائياته في جنوب افريقيا.
وفتحت اللجنة التأديبية التابعة للفيفا تحقيقا في أحداث العنف التي شهدتها مباراة تركيا وسويسرا ، حيث سيكون هذا التحقيق مع جميع الاطراف اللاعبون والجهاز الفني والمسؤولون في الاتحادين التركي والسويسري، حيث من المرجح أن تتم تسوية هذه القضية قبل سحب القرعة المقررة في التاسع من كانون الاول/ديسمبر المقبل في لايبزيغ.
وشن بلاتر هجوما لاذعا على الأتراك غداة الأحداث التي وقعت في مباراتها مع سويسرا، حيث أكد أن كل المتورطين سيكونون على لائحة الاشخاص الذين سيتم الاستماع اليهم من قبل اللجنة التأديبية ، .وشدد بلاتر على الطابع "الخطر" لهذه الاحداث،قائلاً : " التصرف الوقح تجاه المنتخب السويسري كان خطرا منذ وصوله الى تركيا وحتى مغادرتها".
وتابع "ما يزعجني كثيرا هي الطريقة الوقحة التي استقبلت بها تركيا منتخبا ضيفا عليها" في اشارة الى رمي اللاعبين السويسريين بالطماطم والبيض لدى وصولهم الى مطار اسطنبول بالإضافة الى المضايقات التي تعرضوا لها من قبل الإداريين والجمارك في المطار.
وقالت وكالة الأنباء الرياضية السويسرية، بعد المباراة أن اللاعب السويسري ستيفان غريشتينغ تعرض لاعتداء في غرف الملابس عقب المباراة وتعرض لإصابة خطرة نقل على اثرها الى المستشفى،بعد أن أصيب بثقب في احد المسالك البولية اثر تعرضه لركلة في الحوض، وهو ما أكدته وكالة الأناضول التركية.
وأضافت أن اللاعبين يوهان فوغل وبنجامين هوغل ومدرب حراس المرمى اريك بورغنر تعرضوا للاعتداء أيضا من قبل مصالح الامن التركية واللاعبين الاتراك.
أما التلفزيون التركي فقد أظهر صوراً للاعبي المنتخب السويسري وهم يركضون بسرعة إلى غرف الملابس عقب نهاية مباراة الفريقين تفاديا للمقذوفات التي رمى بها الجمهور التركي ، كما تبين من الصور ذاتها ومن الصور التي نشرتها الصحف التركية في اليوم التالي للمباراة اللاعب السويسري بنجامين هوغل وهو يركل محمد اوجديليك احد مدربي المنتخب التركي عند المدخل المؤدي الى غرف الملابس، ثم هجم اللاعب نفسه بعد ذلك على المدافع التركي الباي اوجلان قبل ان يسقط اللاعبان على الارض اثر اشتباك بين رجال الامن واللاعبين والمسؤولين الفنيين للمنتخبين، ولم يسمح لاي صحافي بالدخول الى غرف الملابس.
وكانت تركيا قد انتقدت بشدة تصريحات بلاتر عقب المباراة بشأن احداث العنف التي أعقبت المباراة قبل اجراء تحقيق في الامر ، حيث قال محمد علي شاهين وزير الدولة التركي لشؤون الرياضة في مؤتمر صحفي "اشعر بخيبة امل بعد سماعي تصريحات رئيس الفيفا قبل الكشف عن تقارير المباراة" . مضيفاً أن بلاتر تحدث كمشجع سويسري وليس كرئيس (للفيفا) . وتابع " هذه النوعية من التصريحات تضلل صناع القرار .. اذا اتخذ قرار كهذا سيثير جدلا كبيرا... نتوقع من الفيفا تقييم المسألة بموضوعية".
ومن جهته انتقد ليفنت بيجاكجي رئيس الاتحاد التركي لكرة القدم بلاتر ايضا وقال في مؤتمر صحفي "وجد اتحادنا ان تصريحات بلاتر غريبة في حقيقة الامر... وسنفعل كل ما في وسعنا لتوضيح الموقف والتأكد من ان سويسرا ستنال نفس العقاب مثل تركيا ".
25-11-2005, 11:37 PM
|| بعـد أحداث العنف بمباراة تركيا وسويسرا ||
العرض العادي
