أصعد على عتباتِ وحدتيّ طوعًا لا إجبارًا ،
لمْ تَمنح الأيام فُرصةً لِقلبي كيّ يستعيد عافيته
لمْ تمنحه يوم واحدًا أخضر يعبر قلبي كعابر سبيل !
مَا هجرتك و ما أردتُ يومًا أن يأتيّ حنين كانَ يُنعشني يومًا لِيتسول منيّ ملامحك خوفًا أنْ يُهلكه جوع غيابك !
كلّ شيءٍ يتشكّل على هيئة ثوبٍ رثّ مُمزق
كُلما داهمني السؤال
أيّ شعور تبعثه دقاتي على بابك إلى قلبك ؟
أخشى عُمق الإجابة ، أخشى الإهتراء !
ولا أدري إنّ كُنتَ تَعلم كيفَ أتنفس السعادة إذا سمعت خطواتكََ تقترب منيّ - فقط - تقترب ,
أصبحتُ أحفظ الليل أكثر مِنْ ذي قبل ، أعرف الوقت الذي تبعث بِه تِلك النجمة ضوءًا خافتًا لايكفي لإنارة درب تائِه
لا يُشبه إلا إبتساماتي العقيمة منك التي لا تُنجب الأفراح الباقيّة !
لن أشتكي إليك ،
بل سَأبث شكوّاي في الهواء
لأن القلب لا يقوى على مُعاتبتك !

.

انيّ أرى الأشياء تجريّ خلفيّ و كلّما التفت إليها اختأبتْ
هيّ تلعب معيّ لُعبة " المُفاجأت " تُريد أنْ تُوهمني أنّها اختفت
و ما إنْ أحنيّ رأسي بِ يأس حتى تخرجُ ليّ و تقول : " surprise !! "
أُحبّ الأشياء التي تتحقق مِنْ ذاتِها
تلكَ التي تأتيني وتخطو خطواتها إليّ دون أنْ تُحدث ضجّة
أُحب العالم حينَ يبدو ليّ شكله مُنبسط لا كرويّ
دائمًا ما كنتُ أُحبّ قلب الحقائق التي سمعتها من فيتاغورس و نيوتن
دائمًا ما كنتُ أُفكر لو أنّ الشجرة هي من سقط بدل التفاحة ماذا كان سَ يُكتشف
لا أعلم لِماذا أُحب شحذ عقليتي دائمًا و التجوّل في متاهات تُفضي بيّ إلى أفكار لم تخطر لأحد !
أُحب الأشياء المُختلفة و التي تُحدث تغييرًا كبيرا على عقلك حينَ تستوعبها !
ألم أُخبرك أنّكَ من تلكَ الأشياء .. و لكنيّ كلمّا استوعبتُ جُزءًا منك
اكتشفت أنيّ لا زلتُ في بدايتك و ثمّة الكثير لم أكتشفه بعد !
أنتَ لوحدكَ عالم يحويّ عوالم كثييرة !

مُنذُ مدّة لم أرسم , كانَ الزمان الأصفر آخر عهديّ باللوحات
و يمرّ الآن على عُمري ربيعٌ يرسم أيامي بدلاٌ عنيّ
لقد كنتُ أبتهل إلى الله كلمّا أغمضتُ عيني أنْ يوقظني وميضُ حُلمي
ما إنْ أدركتُ أنّ الفرح يتربص بيّ , و أنّه ينتظر لحظة مُناسبة لينتشر في هوائي
حتى واسيتُ جميع دروبي لأجله , و ردمتُ ماعاثت به أدمعي شحوبًا
ثمّة أشخاص حينَ نحاول الحديث عنهم ينقطع حديثنا
ذلكَ أنّ لا حِكاية ستصفهم , لا أُسطورة تُشبههم كيّ نضرب مثلا بِها
ثمّة شخص لا يُشبه الآخرين
يأتي فَ تتبعه كلّ الأشياء الجميلة من خلفه !
يرحل فتبقى كلّ الأشياء المُختلفة تحمل ذِكرى منه
يبتعد فتحتفظ كلّ الأشياء من حولي بصورته ,
يأتي .. فَ يُزهر عُمري !
أياميّ الجميلة لا أخشى فيها فتح أبوابي و نوافذي و إن كان الجو باردًا
لأنيّ حينَ أكون سعيدة و أسأل الأرض عنيّ تُجيبني بِ إبتسامة : فرح .. فرح .. فرح !


.

تُخبرني عن أُمنياتكَ فأصنع مِنها صورًا ملوّنة
لأحتفظ بِها و أُحافظ عليها إنْ نسيها الزمن ,
يطرقُ الضَوء نافذتي وأعلم أنيّ أفتحها لأرى ملامحك
لأرى ضحكاتي معك ,
لم أكن يومًا أُجيدُ رسم الضحكاتِ العفويّة النابعة من القلب
لكنيّ معكَ اكتشفتُ أشياء لأول مرّة أعلم أنّها وُجِدت في الحياة
كالفرح مثلاً
و أعنيّ ذلكَ الفرح الذي يجعلكَ كائنًا خفيفًا تشعر أنّكَ قادر على الطيران
قادر على مُمارسة جميع الرياضات في ذاتِ اليوم !
لازلتُ أسأل نفسي في كلّ مرّة لِمَ مجيئكَ يعني مجيء كلّ الأشياء الجميلة ؟

.

حزينة , و تكسّرّ الجِسرُ من تحتي حينَ أدْمَعتُ أنا أعضُّ شفتيّ قهرًا
لقد تركتني وَحدي , في المُنتصف - لا قادرة أنْ أعودُ ولا أنْ أُكمل
تبعتُكَ و تركتُ كل ماتعبتُ لأجله يومًا , كيّ أحظى بكَ فقط !
ولكنيّ خسرت , خسرتُ كلّ زهابي الذي جمعتُه طيلة حياتي - و لم أحظى بك !
تركتني وابتعدت .. و كنتُ قد تركتُ كل شيءٍ في حياتي لأجلك فبقيتُ وحيدة
خالية منك و من كل الأشياء , و ماعاد بيديّ إلا حُزنٌ أقبض به بقوّة كي أنزف كل خيباتي منك
تجرحت أحبال صوتي و ناديتُك كثيرًا وما استجبتَ مرّة .
خطأي أننيّ كتبتُ حكايتي معكَ بِجانب الأساطير التي لا تُمحى
أنني أحببتُكَ كثيرًا فَ عُميتْ
جعلتُكَ عظيمًا بوفائك في قلبي , و جعلتُ الوفاء يحكي عنك بقلمي
اتخدتُكَ كلّ جهاتي الأربع , كنتُ أحملكَ بداخلي شرقًا نحو الضَوء
و شمالاً في بردِ ظروفي , و جنوبًا كي لا أنساك - و غربًا كي لا تغربُ أحلامي !
لكنّكَ نسيتني , و مزّقت كل أوراقي فما عدتُ أتجه لمكان !
حزينة . ولا أُجيد سِوى البُكاء و أنا أراقُب كل أحلامي التي علّقتها فيك تلوّح لي و تموت .
يا خاذل قلبي - أنتَ لا تستحِقُني , سأبقى وحدي و لي الله
و اهنئ أنتَ بِحياتك و زحمة الناس فيك - بدوني !
.

أُقسم لكَ أنّه ما اكتمل أحدٌ في عينيّ كما اكتملت أنت
فَلِمَ اخترت أنْ تصغر الآن ؟
لِمَ اخترت الرحيل الأبكم , المُتوشح بخذلانك ليّ !
لقد كنت الشيء الوحيد الذي يُسعدني بِصدق وكنتَ تعلم ذلك
لكنّكَ رحلت وماتركت خلفك مُبرر لرحيلك !
حطمّ روحي هذا الرحيل , كسر كلّ الأشياء الجميلة بداخلي
والآن ماعدتُ أقوى على شيء !
كنتُ أنا أصدق من يخاف عليك , و ينبض بك في حضورك و غيابك
كنتُ أفتقدك دائمًا , و لا أضع أحدًا بجوارك
أنتَ و حسب , بينما كُنتَ أنت تفضّل الجميع عليّ !
تركتني و خذلتني , خذلت الثقّة التي طوّقتك بها .. و خلّفت وراء رحيلك المُرّ قلبًا كُسِر بلا ذنب !
أتعلم أنّ صورتك التي تشوّهت بعيني كادت تُعميني ألمًا
و ها أنا بحاجتك الآن رغم صدّك عنيّ , و خيباتك المُتكررة
لا تزال الشخص الوحيد الذي أحتاجه , و تأمنُ روحي بوجوده !
أترى حجم هذا الذُّل الذي سببته لي ؟
لا أظنّك تعلم إلى أيّ حدٍ أنا مُتعبة !
لا أظنّك تعلم
لا أظن .

.

" اللي نساك انساه و اللي هواك اهواه , واللي قدر فرقاك تقدر على فرقاه " *
كانت تمرّ بالقُرب من سَمعيّ , حملتْ معها كلّ الأعشاب التي تيّبست واصفرّت في حديقة وفائي لك
وفائي الذي لم تستحقه يومًا .
اشتدّ الزيّف في ملامحك فَجعلني ماعدتُ أُريد أنْ أُبقيكَ بداخليّ
ماعدتُ أُريدك أنْ أُحبك ولا أنْ أكرهك,
كانت آخر سحابة عبرتْ سمائي لا تعنيكَ ولا تخصّكَ
هي ليّ " وحديّ "
و يجب عليّ الآن أنْ أعتاد على الإنفراد بكلّ شيء
أُريد نسيانًا كاملاً , بلا أيّ ذكرى
أُريد وِحدة تامّة , لا تحمل مِنكَ صوتًا ولا صورة
سَ يأتي المَطر ولو كانَ الفصل صيفًا
سَ تمرّني مظاهر طبيعيّة شتى و أحداث كثيرة لنْ أعقدكَ في كلّ زاوية منها كما كنتُ أفعل
سأتخلص منكَ تخلّصَا تامًّا , سأحتمل عبوري ساحة ملّغمة في سبيل نسيانكَ
سأغترب , إنْ لزمني ذلك
المهم أنْ أتخلّص من حُبكَ الذي ما استحقيته يومًا و كنتُ أنا فيه مُسرفة بِعطائي و صبري
سأكسر كأس صبري معك , سأجيد نسيانكَ كما أجدتُ إنسانيتيّ معك ذاتَ يوم !

لا يُلام الكائن الذي يرى بعينه نُحول ظلّه و ذبول ملامحه !
أدركتُ أنيّ مُتعبة حينَ تلاشتْ بهجتي الضبابيّة , و اصفرّت أطراف أصابعي العشرة
و أنتَ لم تُدرك بعد أنيّ تخليّت عن كلّ الأشياء لأحظى بشيء بسيط منكَ ولكنّكَ لم تمنحني إياه
أنتَ لم تُدركَ أنّ الأرض التي أعيش عليها لا تُجيد أنْ تقبض بين يديها بالماء و أنّها دائمًا قاحلة
كلّ الأشياء " تُشبهك " فهي تعبرني ولا تكترث بي , و تلتفت إليّ !
أنتَ حينَ رددت عليّ أنّكَ " تشتاقني " و حينَ أوهمتني بأشياء لا تحدُث
جعلت منيّ تلكَ الفتاة المُتعبة التي تنزوي في الغرفة ولا تستقبل اليوم الجديد
و يُزعجها حينَ تستيقظ و تجد نفسها مُجبرة أنْ " تتنفس " و تُمارس طقوسها اليوميّة التي تكرهها بدونك !
تعبتْ عينايّ و هي تُتابع أقدام المارّة , و أظفاري التي عُدت أقضمها بقهر
و خيبتي منكَ التي جعلتني جسدًا شارَفَ على السقوط !
أصبحتُ هشّة , لو حطّتْ ريشة على كتفي لسقطت
و أنتَ تعلم أنّ كلّ هذا بسببك !
خيّبتَ أملي
خيّبتَ أملي
خيّبتَ أملي

أنا الآن أكثر واقعيّة من ذي قبل
مذ تفارقنا بتُ على يقين أنّ هذه الحياة لنْ تمدَّ يدها لتُسلمنيّ ما أُريد
هي فقط ستمنحني الأشياء التي لا أُريدها
لم يعد الحديث عن الأحلام و تحقيقها يعنيني
ولم أعد أكترث بالأشياء الجميلة التي ستأتي , لأنّ كلّ هذه الأشياء كِذبات جميلة
صنعناها بأنفسنا و صدقناها .
أصبحتُ أنام دونَ أنْ أتمنى شيئًا , أبقى في غُرفتي دونَ أنْ أُدير اسطوانة الموسيقى
فتلكَ المدينة ذاتَ الأضواء الصاخبة التي كنتُ أحلم بنا فيها ليستْ إلا كذبة أُخرى
و رجل الثلج الذيّ التقطنا بجانبه صورة تذكارية هو أيضًا كذبة مُؤلمة
كلّها لم تكن سِوى أحلام يقظة كبُرت بداخلي حتى أحببتُها و كسرَتني في النهاية بِكذبها !

الطريق الذي أسير عليه لا يُفضي إلى لما أراه بقلبي
عليّ الآن أنْ لا أجعل نظرتي رماديّة كيّ لا أصل إلى مكانٍ لا تُشرق الشمس فيه !

الأعشاب التي تصفرّ لا تعود خضراء ,
وحده الزَرع الجديد قادر على منح أعيننا اللون الأخضر
الماضي لا يمنحنا إلا لونًا باهتًا , وحده تفاؤلاً بالحاضر القادم يمكنه منحنا ألوانًا مُشرقة
تعلّم في كلّ مرّة كيف تُجدد ماتشعر به , و كيف تُجدد رؤياك للأيام .

كُنتُ ك الهاربة من الحياة لا أدري أيّ الطُرق أسلك ولا في أيّ الأوطان أستقر
كانت رُوحي ضائعة وحيدة و بِداخلها أكثر من حِكاية , سرّ , حُزن لا تدري أين تمضي بِهم
كنتُ أعيش بصعوبة ولا رغبة لي بشيء .
أنت وحدكَ أجدّت ترتيب أيامي على سُلم الفرح و شدّ كلّ خطواتي نحوك
أنت وحدكَ تمكنت من زرع الضوء بدربِي حتى أبصرتُ طريقي ,
أنتَ وحدكَ أهديتنّي .. حبر الأمل لـ أكتُب , و صندوق الآمان لـ أحفظ أسراري , و وطن الحنّية لـ أحكي حُزني
أهديتنّي حقيقة هذبت رُوحي .. أعادّت حياة كياني , أبهجّت قلبي ,
أأدركتَ الآن .. لما أنا أراكَ عظيم .. مُختلف
لما أنا لا أتوقف عن الحديث عنك و التفكير فيك و الفخر بِك .

لقد انزرعتَ في تفاصيليّ , الأيام تمرّ و كل يوم تكبر فيّ
ومع كل إشراقة , أثق تماما أنّكَ كلما كبرتَ في قلبيّ , كلمَا هبتْ أفراحٌ تُشبهكَ
كلّما استقريتُ فيكَ أكثر , كلما ابيّضت زهرتي النرجسيّة أكثر
و لازلتُ أثق أنيّ كلّما قلبتُ صفحاتي و وجدتكَ تسكن كل صفحة
سأعودُ حيثُ المدينة التي تستفيق على أضَواء آخر أغنية جمعتنا .