بسم الله الرحمن الرحيم
وهب الله البشر عقولاً يفكرون بها ، ووهبهم عيوناً ينظرون بها ، ومنحهم قلوباً تنبض بالحياة وتتغير دقاتها على حسب معتركات هذه الحياة ، ومع كل هذه الهبات والمعطيات الربانية إلا أن هناك أُناس جبلوا على تعطيل كل الحواس الممنوحة لهم من رب البشرية ، فتجدهم بأيدي ولكنهم جامدون ، وتراهم بأعين ولكنهم لا يبصرون ، ويصنفون من ضمن الأحياء لذا فقلوبهم تنبض ولا شك ولكنها تنبض بلا فائدة ، وتحس بأن عقولهم ليست في عداد المجازين ويعتبرون مجانين ولكنهم لا يفكرون بها ولا يستخدمونها في التفكير في أمور جديدة وابتكارات مفيدة !!!
إنهم حيارى في وادي سحيق ، إنهم عاجزون عن صنع تاريخ لأنفسهم ومجتمعاتهم ، يقلدون الأخرين ويحاكونهم في كل شيء !!! بل أن بعض المقلدين ينقل نفس الأخطاء وذات الزلات فيصبح مثل الذي يحمل الأسفار لا يعلم عنها شيئاً !!!!
المقلدون آفة على المجتمع فهم يتسببون في تراكم الأخطاء وعدم تصحيح السقطات ويكثرون من انتشار المعضلات وتزايد الجهل واستمرار الفشل في أوساط المجتمعات التي يعيشون بها !!!
المقلدون فاشلون بطبيعتهم وحقيقتهم ، فالناجح لا يقلد غيره ولا يحاكي أنداده ، فهو يسعى دوماً للإبتكار وتحقيق أشياء جديدة تسجل باسمه وتدون في تاريخه وملفاته وتضاف إلى إنجازاته .
الناجح يحب النظر للأعلى والرغبة في التطوير والبحث عن التجديد ، ينظر للمستقبل البعيد فيراه بطموحه وحماسه أكثر إشراقاً وأدعى للبهاء ومليئاً بالتفاؤل .
أما المقلد الفاشل فنظرته دائماً دونيه ودانية ومتدنية ، يكره التفكير ويحب الغش والتزوير ويكثر من الدسائس وزرع بذور الفتن والمؤامرات ، يسعى للتخريب ويظهر الود والصلاح ، قلبه مستعمر للبغض والكره للأخرين ونجاحاتهم ، يريدهم أن يساوونه في منزلته المتدنية ويتمنى أن يبقوا معه في دائرته الضيقة المظلمة !!!
النجاح يستمر بالتطوير والبحث والتفكير وتحقيق ما عجزه عنه الأخرون ، وهذا لن يتحقق إلا بالعلم والقلوب البيضاء والعقول المتفتحة والرغبات الطامحة في التميز والتفوق وكل ذلك ليس موجوداً في قاموس المقلدين الفاشلين العجزة العاجزين !!!!