بدآيةً لا أدري ما هو سر نبرة التشاؤم الطاغية على الحديث الهلالي هذه السنوات ,
وأقصد بها السنوات العجاف التي خلت من تحقيق بطولة آسيا ,
بيني وبيني كنت أوسوس أن التشاؤم المفرط هو أحد أسباب التأخر , وذلك لما يعكسه في نفوس عناصر الفريق ,
ثم انتظرت
وإذا به يتمكن من جيل أزرق كامل بمختلف فئاته العقلية ,
ثم انتظرت لعل الفرج يطرق الباب ,
فإذا بي أتعرض لعدوى التشاؤم بلا إرادة ,
حينها لم أنتظر
قررت فك طلاسم الحيرة الزرقاء وراء سراب آسيا
فسألت نفسي : أين الخلل ؟
1- إدارة قادرة 2- عناصر جيدة 3- دعم جماهيري 4-روح الفارس
ثلاث هزمتها وهزمتني الرابعة
أجل .. تغيرت إدارات وعناصر ومدربين وما زال الفارس باردا قد تفتك به نسمة ريح في أي وقت !!
تجده يناضل ببراعة ويحارب بشراسة حتى إذا رمى بعدوه أرضا يعطيه ظهره ويرمي سيفه !!
ثم تحدث الكارثة
توالى هذا السيناريو على مختلف اللاعبين , وفي مختلف الإدارات ,
فغابت آسيا ,
هي لا تريد الفريق الغشيم , ولا الفارس الرحيم ,
تريده نهما لا يشبع
طماعا لا يقنع
وعندما كثر على أذني وقع مصطلح " حنا الحين في زمن الاحتراف "
بدأت شيئا فشيئا اقترب من حل اللغز
قد يشعر اللاعب أنه مجرد موظف يتمنى انتهاء الدوام لانطلاق حريته,
قد يغضب لتأخر راتبه ويتقاعس اثر ذلك عن أداء مهامه,
أو قد تغريه جهة عمل أخرى فيترنح بين مده وجزره ,
لا لا
لم أقتنع تماما بهذه الأفكار
إذن هل هو التشبع ؟
نعم ,
الهلال الزعيم
نادي القرن ونادي العقد وزعيم آسيا ومحتكر البطولات وقاهر الجميع و و و و
يا للزهو
ويا للفخر
ماذا سيضيف للهلال إذن ؟
دعه يتمخطر بالكرة قليلا ,
دعه يستهين بالخصم لتلتقط الفلاشات
دعه يضيف لمسته الخاصة , فربما هذا ما ينقصه شخصيا وليس الهلال المشبع تماما
ثم لما يحدث ما لا يحمد عقباه ,
سيرمي باللوم على أقرب جدار,
ولأن كل القائمين على الهلال متشبعين فلن يقسو عليه أحد ,
لا لا
ليس هذا هو السبب الحقيقي
وجدتها .. قد نقارن الفريق بمنافس محلي أو آسيوي وربما يكون ذلك المنافس متواضعا بإمكانياته مقارنة بفريقي ,
فإذا جاريته لن أبارح مكاني ,
لماذا لا أضع برشلونة أو مانشستر كمنافس لي ( من وراء حجاب ) لأقارن فريقي به ؟
ربما يرفع من شأن الفريق ويزيد طموحه ,
ربما أجلب اللاعبين الذين خاضوا معهم تجاربهم
أو المدربين الذين راقبوا تلك الأندية عن قرب
أو ربما اسلك نهجهم الإداري لأصل إلى المبتغى ,
لا لا
لا أقتنع بتقليد الآخرين مهما كانت مستوياتهم
حسنا وبما أنني عجزت عن معرفة سبب غياب آسيا كل هذه المدة رغم توفر كل الظروف المساعدة وإلى إشعار آخر سأسألك أيها الفارس الهلالي سؤالا واحدا خاليا من الرتوش:
هل تريد جلب آسيا أم إرضاء جمهورك؟
لأننا جمهور وفي نقدر ما تفعله من أجلنا
فقط حاول أن ترضي ذائقتنا ومنطقنا الكروي
وتأكد أننا سنغفر لك غياب أي بطولة طالما أنك تسعى لها بإخلاص وإلى آخر رمق.
آه كم أحبك يا هلال رغم قسوة فرسانك على مشاعرنا.
دمتم بخير |