سأكتب في السياق التالي رسالة بعثها ( أنا ) إلى ( أنتم ) رسالة خالية من نون النسوة
وملئية بهمٍ ذكوري لا يعرفه إلا أولئك العاشقون للتسوق !
في ربوع بلادي أصبح الذكور مقيدين بعادات إجتماعية لا تثق في نفسها ترى في الذكوري
الأعزب ذئباً لا يأتي إلا للإفتراس وتناول وجبة " أنثوية " على عجالة من أمره قبل أن
تلمحه عين رقيب " مطوع " ليبدأ مسلسل المطاردات المتكررة تحت غطاء النهي عن المنكر
للأمر بالمعروف !
ولا أدري إلى متى ستظل تلاحق الشاب الأعزب تلك النظرة الإجتماعية القاصرة المبنية
مسبقاً على سوء نية تميز الشعب ( المحافظ ) السعودي نفثها على مسمع ومرئ
أبناءه العزاب !!
إذاً !!
إذاً ..!!
ماذا يمكن أن نفسر عدم السماح للشباب بدخول الأسواق التجارية
المخصصة " للعوائل " على حد زعمهم !؟
أليسو الشباب العزاب يمثلون قوة شرائية في المجمتع السعودي ذو النهم التسوقي !؟
لا أدري حقيقة الأمر مالأعذارالتي سيصفصفها أنصار فكرة " للعوائل فقط " أم أنهـا
أعذارهم ستكون مكررة جداً كما عهدناه من التيار ( الرجعي ) !
*
*
*
ما يعانيه الشباب الأعزب في المجتمع هو فوهة ثقة تحتاج إلى ردم علمي ومعرفي
حتى يتسنى لنا معشر العزاب العيش في ربوع بلادنا دون أن تكون هناك أسواق
( منزوعة العزّاب ) !
الغريب جداً أنّ الأسواق ترى أن عدم دخول الشباب للسوق يمثل ميزةً لها وبالتالي فيها
تروج في إعلاناتها التجارية عبارة ( للعوائل فقط ) فهي فعلت ذلك ليس لأجل جانب إقتصادي
بل لأنها تحكمها عادات مجتمع محافظ كما يزعم أولئك ولذا فإنها مجبرة على ذلك حتى وإن كلفها
ذلك أن تخسر قوة شرائية مغرية ( إذا حبيت شخصين لزوم تختار ) !
النظرة الإجتماعية جعلت من ملاحقة فلول الشباب أولوية من رجال النهي عن المنكر لذا فهم
دائماً ما يحظون بالمراقبة التي لا تحضى بها الإناث في أسواقنا مع أن المفروض يكون العكس !!
الشباب مشيطن للغاية في بلادي فلا تتعجب أن يقول أحد ( الرجعيين ) لك في حوار عابر :
أن الشيطان يزل رفيق دربٍ لكل ماهو أعزب !؟
على الرحب والسعة القاكم دائماً
محمد الجابري