بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة على رسول الله و بعد..
في الشبكة العالمية و في الصحف و غيرها نطالع الكثيرين يدلون بدلائهم
في مختلف القضايا، فتظهر لنا آراء شاذة أو غريبة؛ و تارة نجد تناقضاً أو ركاكة في
التعبير و الأسلوب و ما إلى ذلك.
و لأن الكتابة و الإعلام صار مهنة تمتهن فيجدر بأصحابه أن يتحلوا بما ينبغي
أن يتوفر في أصحاب تلك المهن المختلفة.
كلنا نريد أن نعبر عن آرائنا، و نبحث عن المكان و الطريقة المناسبة للتعبير عن تلك
الآراء قد نخرجها بالكتابة و التعبير عن الرأي في مجال الإعلام أو ما نحن فيه في
عالمنا – عالم الإنترنت – بشتى طرق التعبير، و لعلنا نخص منها ما يتعلق
بالكتابة و التأليف و النشر.
جميل أن نكتب و نبدي وجهات نظرنا المختلفة و نتناقش فيها؛ و جميل أن نكون
جزءاً من مجتمعنا نشارك و نساهم في أطروحات مختلفة من أجل أنفسنا أو الآخرين.
لكن قبل أن نكتب: لـنقـرأ أولاً..!
قبل أن نتكلم: لنستمع أولاً..!
إن الاطلاع الواسع بالقراءة و السماع – أو المشاهدة – هو ما ينمي ملكة الكتابة و يوسع
آفاق الفكر لدينا فنعرف: ماذا نكتب؟، و لماذا نكتب؟، و لمن نكتب؟؛ و مثلها في التكلم
و مخاطبة العقول.
أما ضحالة الفكر و قلة المطالعة و القراءة فهي سبب رئيس لظهور شذوذ في
الآراء و الأفكار، و سبب لما نراه من جهل الرؤوس و البارزين على السطح للجمهور
و الذين ينظر لهم المتلقي بعين الاعتبار فيما هم في الحقيقة دون ذلك الحجم الذي
أعطي لهم لجهلهم للعديد من الأمور.
فعلى سبيل المثال:
ربما نجد من يتكلم و يناقش و يرد في قضايا عقدية، أو اقتصادية
أو اجتماعية من وجهة نظره الشخصية و هذا أمر لا يمكن أن نصادره منه بل هو حق لكل
أحد؛ لكن:
على أي أساس بنى وجهة نظره تلك؟
إذا كان أساسه مجرد اعتقاد و ظن ، فهذا خطأ فادح؛ و إذا كان من التجربة و الحياة
فيصعب تعميم تجربته في كل الأحوال؛ أما عندما يكون الأساس متيناً و القاعدة قوية فإنه
حينها سيكون أكثر إدراكاً لما يقول و بالتالي فهو أقدر على طرح وجهة نظر مرضية
و مقنعة للمتلقي أياً كان.
و في المقابل، فالتقليد ليس مقصداً في كلامي؛ فالتقليد قد يجني على صاحبه، لكن
الاطلاع الواسع كفيل بأن يجعل الشخص يعرف ماذا يختار لنفسه من فكر يمكن
أن يقدمه للآخرين و يقدم نفسه بأنه يحمل تلك الفكرة أو يعتقد هذا المعتقد أو نحو ذلك،
و هنا تظهر أهمية الاطلاع على الأمر من عدة زوايا و جهات تجعله يستطيع التقرير
و الحكم عليها لا أن يتشرب قلبه و عقله فكرة من جهة واحدة تكون هي جهة التأثير
فتعمي عليه جوانب أخرى قد يكون الصواب الواضح فيها،
لكن الأعمى لن يرى الشمس حتى في رابعة النهار..!
||[لفتة]||
و ابتدأت أيام { العشر الفاضلة..
أفضل أيام السنة على الإطلاق..
فلنحرص على اغتنامها بالعبادة؛ و حذارِ من
الذنوب فإنها سبب لإبعاد العبد عن الحسنات و إتيانها..
و لا تنسوا صيام يوم عرفة لغير الحاج، و لا تنسوا إخوانكم
الحجاج في دعائكم ليتموا حجهم، و يتيسر أمرهم؛ و تقر أعينهم..