عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2010, 06:22 AM   #134
T.UPDATE
قناص مميــز
 
الصورة الرمزية T.UPDATE
 
افتراضي اللهم ارزقنا خــشيتك , ونور علينا الظلمات يآآرب

قصةَ
مقتبسه من ج/ العريفي
راقت لي كثــيرا




.

.


يروى أن رجلاً ذهب لحكيم ليستفتيه في رؤيا رآها في منامه ،
وقد أرقته كثيراً ولم يدر مالمقصود منها ،
وما أن لقي الحكيم حتى هجم عليه بقوله :
سأبوح لك بأمرٍ هام لم أفاتح فيه أقرب الناس إلي ..!


فقد رأيت فيما يرى النائم ، أن لي أربع زوجات !
وقد كانت معزتهن متفاوتة ..
فقد كانت الزوجة الرابعة هي الأغلى والأحلى منهن
فهي المدللة وتلقى مني كل اهتمام وتقدير !
بسبب جمالها ونظراتها وأوليها كل عنايتي ورعايتي ،


تليها الزوجة الثالثة فقد كنت أحبها حباً جماً !
وأفاخر بها أمام المعارف والأصحاب لكني – وبصراحة شديدة –
يساورني الشك فيها ف أخشى أن تذهب في يوم ما مع غيري !


أما زوجتي الثانية فأحبها أيضاً فهي تتميز عن البقية !
بأنها متفهمة وصبورة ،
وإن لم تكن على درجة الرابعة والثالثة في المحبة !
ولكنها نالت ثقتي ،
والحق يقال كلما واجهتني مشكلة ألجأ إليها ...
ف أجد فيها نعم العون وقت الضيق ..!


و أما زوجتي الأولى ..
فهي الشريكة الوفية في حياتي !
بل وهي التي لها إسهامات عظيمة في الاهتمام بأموري ورعاية شؤوني ..
ب الإضافة إلى حرصها علي وعلى بيتي ،
و يؤسفني أن أقول لك بأني لا أحبها !
ب الرغم من أنها تحبني من الأعماق ..
وما أسوأ العشرة التي تقوم على الحب من طرف واحد !


و قد رأيت فيما يرى النائم وكأن ساعة وفاتي قد حانت وأصبح الموت يطلبني ..!!
عندها حضرت زوجاتي على التوالي ...
وقد قلت لزوجتي الرابعة :
أنت أشد من أحببت ، ألبستك أحلى الملابس وأغلى الحلي !
وغمرتك برعايتي .... وأنا الآن أموت فهلا رافقتني ؟


ف ردت علي بسرعة :
لا يمكن .. ثم ولت مدبرة وأحسست وكأن جوابها سكين غرز في فؤادي ..!!


و حضرت الثالثة فقلت لها أحببتك طيلة حياتي ،
وأنا الآن أغادر هذه الحياة ... ف هلا رافقتني وآنستِ وحشتي ؟


فأجابتني : الحياة حلوة ، ويؤسفني أن تعلم أني سأتزوج من بعدك ،
وكان وقع كلامها مؤلماً علي كثيرا ..!


و رأيت زوجتي الثانية ف ذكرتها بما كنت أفعله من أجلها !
و قلت لها : هذا وقت الحاجة إليك وإلى مساعدتك ،
ف هلا رافقتني وآنستِ وحدتي ؟


فردت : آسفة ! أنا لا أستطيع مساعدتك هذه المرة ..!!


و بينما كنت أتذكر جوابهن وأعتصر حزناً على ما آل إليه حالي
و إلى جحودهن لي !


إذا بي أسمع صوتاً يصرخ في ويقول :
أنـــــــا ، أنـا سَأرافقك ! و سأتبعك أينما ذهبت !


نظرت إلى مصدر الصوت !
ف إذا هي زوجتي الأولى !!
و قد بدت هزيلة شاحبة ...
كما لو أنها بقيت دون طعام لـ أيام عديدة عندها ...


أطلقت زفرة ندم على ماكنت أعاملها به ..
من قلة رعاية وعدم اهتمام حتى أصبح ذاك حالها ..


قلُّ لي رعــاك الله / ما سِرُّ هذا الحلم فقد أزعجني كثيراً ..!!


عندها تبسم الحكيم ... و هز رأسه ..
و قبل أن يجيبه تنهد بعمق وقال :
كل منا له أربع زوجات ،
ف الزوجة الرابعة هي أجسامنا ف مهما اعتنينا بها ف لن تغادر الدنيا معنا ،
و الزوجة الثالثة هي أموالنا وممتلكاتنا نحبها ونفاخر بها !
و عندما نموت تؤول إلى غيرنا من الورثة ،
و الزوجة الثانية هي أقرباؤنا وأصدقاؤنا مهما قويت وتوطدت علاقتنا معهم !
ف أقصى ما يمكن أن يصلوا به معنا هو مرافقتنا إلى حدود القبر ،


و الزوجة الأولى !!
هي التي لا يمكن لأحد رؤيتها وهي الروح !!
التي نالت أكبر نصيب من الإهمال ،
وتناسيناها في غمرة الاستمتاع
بِ الحياة الدنيا !
أوليس من العقل إذن العناية بها ورعايتها بالخير والعمل الصالح !
لا سيما أنها الوحيدة التي سترافقنا يوم الحساب ؟!





رحمتك يا الله !!

با آروحنا المنهكة منـآ ومن ذنوبنا


ملاكنا
سّعدتُ بثنائك ,
أسعدكِ المولى حيثما كنتِ










T.UPDATE غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس