لا أعرف كيف أصفف شعري .
منظر الأشياء القصيرة يشعرني أن وقتي في الحياة قزم إلى أقصر حد
هذه العقدة قديمة ، تكون خامدة في العادة إلى أن يحصل ما يثيرها على شكل ارتباك
يقلبني أمام نفسي بالكامل ، بمعنى يجعلني أراني أمشي على رأسي طوال الوقت
آكل بأصابع قدمي و أشرب الماء بعيني .
قبل أمس قصصت شعري .
قلت لصديقاتي : حلقت رأسي !
نسبة إلى قصة البوي الفرنسية الخاصة بالأولاد .
و كان شعري قبل القص يصل إلى ما قبل نهاية ظهري بشبر و نصف .
منذ خمسة أعوام أعاني من رأسي الفجّ .. رأسي الذي لا يعاملني بشكل جيد !
و أنا التي أعتني به و أصنع بالشلال المسدول من فروته ضفيرة مسبوكة
أو أربطه بشكل جيد لا يشعره أن أحداً يشدّ ممتلكاته كأنه يغتصبها
و لا يوحي إليه بالإهمال
و كأن لا أحد انتبه إلى الجاذبية الممدوة فيه .
لم يعاملني رأسي بإحسان . كان يحرّض ذاكرتي عليّ بلا توقف !
يجمع أنقاض الأحداث السيئة و الأسماء التي ما زالت تحتفظ بأسنانها حادة مسنونة
يحشرها في كيس الصداع و يقلبها على أعصابي بغاية الإنتقام .
لا أعرف والله لمَ ينتقم مني هذا الرأس .
لم يك ينقصني من يعاملني بشكل سيء من الذين أرويتهم حباً !
أحببت رأسي أكثر من أي شيء في جسمي .
هذا الرأس فيه ثروتي و مستودع أسراري و صوت البحر الذي يناديني كل فجر قبيل النوم .
لست حزينة أو منزعجة
لكنني أشعر بإرتباك عارم سببه منظر شعري القصير
أشعر انني قصصت من عمري معه .