.










. .

في أوااخر الحكم الشيوعي بالمجر أوااخر الاربعينيات ،
اعتقل الملحق الصحاافي في بريطانيا "بول اجنوس" واودع بالسجن ،
وفي نفس تلك الفترة اعتقلت (فلورنس ماتاي) . . .الموظفة الشاابة بناادي السياارات ،
وهي من أم إنجليزية وأودعت السجن كذلك بتهمة الجااسوسية . .
ولم يكن أحد منهما يعرف الآخر أو قد التقى به ،
و شاء الله أن يودع الاثنين في نفس السجن ،
و كاان سجن الرجل في الطاابق الارضي وفوقه بالضبط كاانت تقطن الفتااة في زنزاانتها،
وفي إحدى اللياالي سمعت (فلورنس) نقراً خفيفاً ومتقطعاً على أرضية زنزاانتها،
وتكرر هذا النقر عدة لياال، وعندما أصغت له وتمعنت !
تذكرت ما قرأته في كتااب لكوستلر واسمه «الظلام والظهيرة» ،
وورد فيه تعلم أبجدية (مورس)، فالنقرة الوااحدة هي لحرف (أ)، واثنتاان لحرف (ب)،
وهكذا إلى آخر الحروف ، وبعد عدّة محاولات استطااعت أن تتقن اللعبة،
وترد على المرسل بخطواات على أرضية الزنزاانة،
وما أكثر ما ساارت وقفزت وضربت بكعبها بخطواات بعضها خفيف وبعضها ثقيل،
وقد قاالت بعد ذلك إنها لم تمش طيلة أياام حيااتها بهذه الكثرة وطول المشااوير،
وقد عرفا اسمي بعضهما بعضا بهذه الطريقة، وتحدثا عن حياتهما وهوااياتهما واحلامهما،
ووصل بهما "الألم والأمل" إلى أن يعشق كل منهما الآخر،
وتعااهدا على اللقااء لو أن الله شااء لهما الخروج من السجن ،
وبعد خمسة أعواام من ذلك الحواار الليلي العااطفي المشبوب انتهى كل شيء،
ففي الموعد المحدد (للنقر) لم تسمع (فلورنس) أية نقرة !
وامتد الصمت الثقيل عدّة أساابيع، واجتااحها الحزن، وأحست باليتم والضعف،
وخمنت أن حبيبها إما أن يكون قد ماات، أو قتل، أو نقلوه فجأة إلى سجن آخر،
والوااقع أن حرااسه قد اقتحموا عليه فجأة زنزانته وأخرجوه منها، ثم أفرجوا عنه. . .
وذلك بسبب زيارة زعيم روسيا (خروتشيف) إلى بريطانيا،
وخشوا أن تكدر على زياارته مطاالبةُ بريطاانيا بإطلاق سرااحه،فباادرت روسيا بذلك . .
كما أن (فلورنس) أطلق سرااحها أيضاً في العاام نفسه،
وقد بحث كل منهما عن الآخر والتقيا فعلاً ،
وكان هو في الخامسة والخمسين من عمره،
وهي في الراابعة والعشرين من العمر، وعقدا قراانهما،
وعندما كاانا في الكنيسة احضرا معهما جهااز (مورس)
واشترطا على القسيس أن ينقر عليه ويسأل كلا منهما بوااسطته:
هل يقبل أن يكون الآخر زوجاً له؟!،
وكانت إجاابة كل منهما (نعم)،
قالا ذلك ليس باللساان ولكن (بالنقر) وتزوجا، ورزقا بطفل أسمياه (مورس).....!!
















.