عرض مشاركة واحدة
قديم 24-01-2009, 12:53 AM   #1
Mourinho Mania
قناص جديد
 
الصورة الرمزية Mourinho Mania
 
افتراضي يـاسـر القحـطـاني . . مـن أيـن لك هــذا ؟

لا أتابع الكرة السعودية كثيرا ً . .
ولا أجد فيها عادة ما يستحق الكتابة عنه ,
لكنني هذه المرة سـ أغير عادتي . .
لأنني شاهدت في مباراة الهلال والنصر
هدفا ً غيّـر رأيي . .
وأجبرني على الوقوف عنده طويلا ً

صحيح . .
أن الهدف في كرة القدم
هو تتويج لجهد المجموعة
لكن وضع الكرة في الشباك
هي أهم مراحل العملية الهجومية
ولأن ياسر القحطاني . .
قام بأكثر من مجرد " وضع الكرة في الشباك "
كان هدفه في مرمى النصر
هو واحد من أجمل وأصعب . .
أهداف كرة القدم التي شاهدتها في حياتي

وسأحاول فيما يلي . .
أن أقسم هذا الهدف لى عشرة مراحل أساسيّـة



* المرحلة الأولى ( التركيز )

ياسر القحطاني هو من أكثر اللاعبين تركيزا ً داخل المباراة
لا تجده سارحا ً او بعيدا ً عن أجوائها . .
يعرف تماما ً ماذا يفعل ,
ويعرف كيف ومتى يقوم بما يجب عليه القيام به

ضعف الأداء الهلالي أفقد ياسر للتموين الهجومي
لكنه لم يفقد حضوره الذهني فكان متفاعلا ً مع كرة الهدف
منذ بدايتها وحتى لحظة تسجيلها . .
متفاعلا ً بشكل مثالي مع الهجمة منذ لحظة بنائها



* المرحلة الثانية ( التفاعل مع المباراة )

ياسر واحد من اللاعبين القلائل . .
الذين باستطاعتهم ان يحسموا نتيجة مباراة
من كرة واحدة . .
أو من نصف أو ربع هجمة ( كما قال عنه خالد الشنيف )

من السهل أن تسجل في يوم حظك
لكن واحد من بين ألف لاعب . .
بإمكانه ان يسجل حتى في يومه السيء

هذا لا يأتي مصادفة . .
أو بـ بركة دعاء الوالدين
ولكنه يأتي بفضل قدرة بعض اللاعبين - ياسر أحدهم -
على قراءة المباراة وفهم متغيراتها
لذلك تجده دائما ً متحفزا ً ومتأهبا ً
لأي كرة شاردة أو ورادة . .
وفي حالة ذهنية وبدنية تساعده
على استغلال اي كرة يشتمّ من خلالها
رائحة الهدف الذي يبحث عنه

لذلك لم يتفاجىء ياسر بالكرة
وكان واضحا ً في تعامله اللاحق معها
انه قد حفظ تحركات المدافعين . .
وانه يمتلك فكرة مسبقة عن مخطط سير الهجمة
لذلك كوفىء بأن يكون في الوقت المناسب
والمكان المناسب لتسجيل تلك الكرة



* المرحلة الثالثة ( بناء الهجمة )

جملة الهدف الهلالي لم تكن مصادفة . .
فقد ركزّ رادوي و ويلهامسون عليها منذ بداية الشوط الثاني

دور ياسر في هذه الهجمة كان غاية في الأهمية . .
لانه هو من يقرر مكان تواجد مدافعي النصر
فنجده دائما ً ما يقوم بسحبهم إلى مرماهم معطيا ً الفريق عدة خيارات
بحيث يكون ياسر أكثر قربا ً للمرمى . .
وأكثر قابلية لـ ترجمة الفرصة التي قد تأتي إلى هدف
أو أن يساهم في خلق مساحة خالية بين المدافعين وبقية لاعبي الوسط
وهي ذات المساحة التي أتاحت لـ رادوي الفرصة
ليسدد كرة خطيرة كادت ان تكون هدفا ً هلاليا ً أولا ً



* المرحلة الرابعة ( قراءة الهجمة )

ياسر ذكي جدا ً وفطن جدا ً . .
وصاحب تركيز عالي كما ذكرت سابقا ً
ولو عدنا لكرة الهدف نجد ان ياسر يعلم جيدا ً
التسلسل الافتراضي الذي تسير به الهجمة
لذلك لم يخرج الى الطرف كثيرا ً . .
وبقي على مقربة من منطقة الخطر
بالرغم من ان ويلهامسون لم ينجح في المرات السابقة
في لعب الكرة بشكل دقيق الى ياسر
إلا ان ياسر بقي ملتزما ً بدوره في الجملة الهجومية
حتى أتته الكرة , رغم انها لم تكن بالدقة المطلوبة



* المرحلة الخامسة ( التمركز )

لو كان ياسر متواجدا ً بالقرب من القائم الاول
لفاتته الكرة بكل تأكيد . .
ولو بقي على مستوى منتصف المرمى
لـ صعب عليه ان يسيطر على الكرة
لكن ياسر بـ غريزة المهاجم الهداف
اختار لنفسه المكان المثالي . .
وتمركز جيدا ً في المنطقة الفارغة
مابين قلب الدفاع ( أحمد البحري ) والظهير الأيمن ( ماجد هزازي )



* المرحلة السادسة ( حسن التوقع )

المهاجم الذي لا يملك حدسا ً . .
يقوده إلى حيث يجب أن يكون ليس بمهاجم

ياسر بعد ان عرف اين يجب ان يكون
كان لزاما ً عليه ان يتعامل مع كرة ( غير مثالية )
احتاج ياسر الى الرجوع خطوتين الى الوراء
وفعل ذلك في نفس الوقت الذي كانت عيناه
مصوبتان مباشرة الى الكرة دون ان يفقد تركيزه عليها

وهنا لابد من الاشارة . .
الى ان ياسر من اكثر اللاعبين تميزا ً
من حيث التناسق البدني \ الذهني
ولولا ان ياسر كذلك لفقد تركيزه على الكرة
او لفقدها في ظل زحمة المدافعين من حوله



* المرحلة السابعة ( الإستلام الموجـّه )

بعد ان وضع نفسه في مكان ملائم لاستقبال الكرة
تبدأ هنا المهمة الأصعب والتي لا يجيدها سوى قلة من المهاجمين

أتذكر جيدا ً حديثا ً لـ عبدالمجيد الشتالي ( أحد محللي المباراة )
حين قال مرة عن زيدان وعن فيجو في مقارنة بينهما
لما يفعلانه حين يستقبلان الكرة المصوبة عن بعد من روبرتو كارلوس
ان زيدان يجعل الكرة تستقر على وسط صدره
بينما فيجو يجعلها تستقر على صدره ولكن أقرب الى كتفه
لذلك يستطيع توجيه الكرة لحظة استلامها . .
عوضا ً عن استقبالها ومن ثم توجيهها
وقال ان زيدان يفعل ذلك لانه لاعب وسط
بينما فيجو مجبر على القيام بما يقوم به لانه لاعب جناح
ويحتاج الى تلك المهارة لانه يلعب بصورة أكثر قربا ً من المدافعين

لـ نقس الأمر على ياسر . .
فلو استقبل الكرة بطريقة زيدان لهربت منه للأمام
ولوجد صعوبة في السيطرة عليها
لكنه استقبلها على طريقة فيجو . .
وحوّل الكرة في نفس لحظة استلامها الى كرة هدف
وكأنه هو صانع الألعاب والهداف في نفس الوقت
وهذه مهارة صعبة جدا ً لا يجيدها الا عدد قليل جدا ً من المهاجمين
أشك ان يوجد من بين اللاعبين العرب من يمتلكها



* المرحلة الثامنة ( التسديد من وضع ثبات )

المساحة كانت ضيقة جدا ً
ياسر كان متواجدا ً على مشارف خط الـ 6
وحيدا ً بين أربعة مدافعين وحارس مرمى
لذلك لا مجال لأي فكرة أخرى . .
سوى التسديد مباشرة تجاه المرمى
وهنا تبدأ مهمة جديدة لـ ياسر
أرى أنها اصعب من كل ماسبق ذكره
لان ياسر في وضع ثبات . .
ولا يمكنه اطلاقا ً ان يسدد الكرة مرتاحا ً
او بالطريقة التي يريدها
وهنا تكمن قوة المهاجم الذي يكيف نفسه
على التعامل مع كل الكرات الممكنة وغير الممكنة
وجعلها كلها فرصة محققة للتسجيل
حتى وإن لم تكن كذلك



* المرحلة التاسعة ( القدم الضعيفة )

ياسر لاعب أيمن . .
ولا نجده عادة يسجل أهدافا ً بقدمه اليسرى
لكنه وجد الكرة أقرب إلى يسراه
فلم يكن أمامه خيار سوى تسديدها

في وضعية ثابتة . .
ومع كرة بدأت تطول على ياسر
وكأنها ستهرب منه
كان لابد من مد الساق بشكل كامل
ومحاولة تسديها بقوة ودقة مناسبة

الكلام يبدو سهلا ً . .
لكن التطبيق غاية في الصعوبة
وبالرغم من ذلك استطاع ياسر
ان يصل الى الكرة في الوقت المناسب
وان يسددها بالشكل المناسب
في حين أنّ أي مهاجم آخر سـ يحتاج إلى المساحة
وإلى الوقت . .
وان تكون الكرة على قدمه المفضلة
وهذا مالم يحصل عليه ياسر



* المرحلة العاشرة ( توجيه الكرة )

تبقت مشكلة أخيرة . .
وهي ان العمل السابق . .
يمكن ان يضيع في حالة تصدي الحارس للكرة
ووقتها ستكون مجرد هجمة عابرة
لن يلقي أحد لها بالا ً

الحلّ لا يكمن إلا في توجيه الكرة
إلى أكثر الزوايا صعوبة على الحارس
وهذا ما فعله ياسر . .

كرة شبه قطرية . .
مصوبة بقوة مناسبة . .
وبدقة مناسبة . .
وبسرعة مناسبة . .
إلى الزاوية الأكثر بعدا ً عن ياسر
والأكثر قربا ً لحارس المرمى
كانت هدفا ً هلاليا ً . .
فتح المباراة وأخرج النصر من مناطقه
و قاد الفريق للفوز ولـ النقاط الثلاث





,


الكلام السابق . .
كثير جدا ً على هدف تم تسجيله في ثواني
لكنني اعلم ان ياسر قام بكل هذا لوحده

هناك جزء قام به بفضل ذكائه
وهناك جزء بـ فضل براعته كمهاجم
وهناك جزء بفضل غريزته كـ هدّاف

أعلم ايضا ً . .
ان ياسر قد لا يرى شيئا ً عظيما ً
فيما قدمه من خلال هذا الهدف الرائع
لانه اعتاد على ذلك . .
ولأن المهارات السابقة هي جزء من تركيبته

لكنني مندهش للغاية . .
لأننا لا نشاهد أهدافا ً من هذا النوع في كل يوم
لذلك يجب أن يدرس هذا الهدف . .
في أكاديميات كرة القدم السعودية
ويجب أن يتم إعادته وشرحه للاعبين الصغار

يبقى سؤال أخير . .
أتمنى ان يجيبني عليه ياسر يوما ً ما

من أين تعلم تلك المهارات . .
وهو لم يتخرج من أكاديمية كروية
ولم يلعب في ناد ٍ أوروبيّ

بطريقة أخرى . .

ياسر القحطاني . . " من أين لك هذا ؟ "





..
.


التعديل الأخير تم بواسطة ‏Naif AlMussaibeh ; 24-01-2009 الساعة 01:03 PM
Mourinho Mania غير متواجد حالياً