عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-2006, 04:16 AM   #1
محمد الجهيم
من مؤسسي الموقع
 
افتراضي . . : ناظم الغزالي صوت العراق الشجـي : ..

أقول وقد ناحت بقربي حمامة
أيا جارتا لو تشعرين بحالـــــي

ما عذا الهوى ما ذقتي طارقة النوى
ولا خطــرت منك الهمـــــوم ببــالـــي

أيــا جارتا ما أنـــطق الدهر بيننا تعالـــي أقـــاسمك الهموم
فيضحك مأسور وتبكي طليقتن ويسكت محزون ويندب سالي

لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة
ولكن دمعي في الحوادث غالي












في ظل اكتساح الفضائيات والقنوات الموسيقية في الآونة الأخيرة نجد الكثير ممن أطلق عليهم ظلما مطربين. أفسدوا الذوق العام للناس بسبب أغانيهم الهابطة والتعري وعرض الأجساد , وهم أبعد ما يكونون عن الطرب .

في هذا الموضوع أحببت أن أعود معكم إلى الأربعينات من القرن الماضي , لنقرأ سيرة واحد من أعظم المطربين العرب.

( نــاظم الغزالي )

فنان العراق الأول بلا منازع أو نظير رددت الأجيال أغنياته في سماء العراق وفي سماء العالم العربي يثير الشجن , ويزرع النشوة بصوته وآهاته يحلق بنا إلى اجواء عاليه . صدح بصوته المقامات , وانسجم مع الشعر بالموالات ......






" من هــو ناظم الغزالي "

ولد ناظم الغزالي عام 1921م ولد يتميا لأم ضريرة تسكن في غرفة متواضعة مع أختها في منطقة " الحيدر خانه " ثم انتقل هو وأمه إلى منطقة أشد فقرا . فعاش في البؤس والشقاء والفقر .
توفت أمه فانتقل للعيش مع خالته التي كانت تستلم مرتب لا يتجاوز الدينار والنصف . أكمل الابتدائيه والمتوسطة بصعوبة في مدرسة " المأمونية " وبعدها التحق بمعهد الفنون الجميلة قسم المسرح ليحتضنه الفنان " حقي شلبي " نجم المسرح وقتها .
لكن نتيجة لظروفه المعيشية الصعبة خرج من المعهد ليعمل مراقبا لمشروع الطحين بأمانة العاصمة .





" رغــم أنــف الفقــر "

نتيجة لظروفه المعيشية ابتعد عن المعهد , لكن الفقر لم يمنعه من الاستمرار في قراءة ما تقع عليه يداه ( ومن ناظم الغزالي نعرف أن الفن ثقافة ليس هز وسط ) والاستماع إلى المطربين الكبار في ذلك الوقت مثل :-
" أم كلثوم " , " محمد عبدالوهاب " , " فريد الأطرش , " ليلى مراد " , " نجاة علي " , وكانت أغنياتهم تملأ الأسماع في مناخ يدعو للاجتهاد والإجادة لإمتاع متذوقي الطرب .

تعلق ناظم الغزالي أكثر فأكثر بالغناء وحفظ أغنياتهم عن ظهر قلب ليكتشف المحيطون به أن هناك موهبة غنائية لن تتكر في حنجرة مراقب مشروع الطحين .

هذه الفترة أعطته الطموح والإصرار على اكمال مشواره وعاد إلى المعهد رغم الصعاب المالية والنفسية , فتفوق في المسرح وحصل على أعلى الدرجات . أماقراءته جعلته يمتاز عن بقية زملائه بثقافته حيث بدأ بنشر مقالات تحت عنوان "أشهر المطربين العرب " في مجلة " النديم " عام 1952م .







" من التمثيــل إلى الغنــاء "

عاد ناظم الغزالي إلى معهد الفنون الجميلة , وأخذ بيده " حقي شلبي " مرة أخرى وضمه الى فرقة " الزبَانية " ,فشارك في مسرحية (( مجنون ليلى )) لأمير الشعراء أحمد شوقي فغنى أغنية " هلا هلا " التي كانت بوابة العبور لـ ناظم الغزالي إلى الإذاعة ونقطة التحول إلى الغناء تاركا التمثيل مع استغراب المحيطين به الذين لم يرو مبررا لهذا القرار . إلا أن وجهة نظره أنه لكي يثبت وجوده كمطرب فإنه لابد ان يتفرغ تماما للغناء .

وبين عامي 1947م 1948م انظم إلى فرقة الموشحات التي كان يديرها ويشرف عليها الموسيقار " علي الدرويش " والتي كان بها عدد كبير من المطربين والمطربات .







" فلسطيـــن أول المحطات "

في نهاية عام 1948م سافر للمرة الأولى خارج العراق , إذ ذهب مع الوفد الفني للترفيه عن الجيش العراقي المتواجد في فلسطين . وبعد العودة الى بغداد اجتهد وثابر ناظم الغزالي بالدراسة والاستماع للموسيقيين فتتلمذ على يد أستاذه " محمد القبنجي " فيما يخص المقام العراقي وأصول غنائه , وتتلمذ على يد " روحي الخماش " في دراسة العود وعلى يد " جميل سليم " تعلم النوتة الموسيقية وتدوين الأغاني التراثية وحفظها .

مع بداية الخمسينيات بدأت أغاني ناظم الغزالي تعبر الحدود لتصبح مثالا للغناء العراقي الذي لم نجد ما يمثله إلى الآن . وفي هذه الفترة أيضا شهدت تطورا ملحوظا في الاغنية العراقية والتي قادها بنجاح منقطع النظير ناظم الغزالي....








" الــزواج والاستــقرار "

عشـق ناظم الغزالي صوت " سليمه مراد " وهام به فكانت النتيجة أن تزوج بها عام 1953م وعن طريق زوجته استطاع ناظم الغزالي التعرف على الطبقة الأرستقراطية في ذلك الوقت وعشــاق الغناء .
فكان هذا الثنائي محبوب ومتألق دوما في جميع الحفلات العامـة والخـاصة واصبـح بيتهما ملتقى أدبي للشعراء والأدباء والفنانين .






" التتويج على عرش الأغنية العراقيـــة "

في منتصف الخمسينات بدأت شركة " جقماقجي " تسجيل اسطوانات لكبار الفنانين والفنانات العراق وعلى رأسهم ناظم الغزالي فتم الاتفاق بينه وبين الشركة .
ونشيد هنا بذكـاء ناظم الغزالي من خلال اختياره الدقيق في الاستعانة بالموسيقين الموهوبين وانتدابه للعازفين المهرة في فرقته بالإضافة إلى فرقة الكورس المنسجمة وتعامله مع ملحنين وشعراء مبدعين ومتجددين .
فأثمرت هذه الوصفة الناجحة عن خروج أغاني خالده وهي " طالعه من بيت أبوها " , " أحبك " , " فوق النخل فوق "
" يم العيون السود " وغيرها من الأغاني التراثية التي لحنها " ناظم نعيم " وكتبها " جبوري النجار " والتوزيع لهذه الأغاني " جميل بشير " .

وهكذا بدأ سطوع ناظم الغزالي في سماء الأغنية العربية حتى بلغ اسماع عمالقة الفن العربي الذين أشادوا بقدرته الغنائية وجمالية صوته وروعة ادائه مما حفز رغبة موسيقار الأجيال " محمد عبدالوهاب " أن يبدي رغبته في التلحين للمطرب ناظم الغزالي , وتم نقل هذه الرغبة عن طريق " سالم حسين " المقيم آنذاك في القاهرة إلى الفنان ناظم الغزالي .

وتلقى ناظم هذا الخبر بفرح لا يوصف وتم الاتفاق عام 1961م . وكاد المشروع أن يتم لكن موت ناظم المفاجئ حال دون ذلك .








" صــوت باتساع 14 درجة "

بين أوكتاف وأوكتافين يتراوح مجاله الصوتي والاوكتاف " الديوان " بالعربيه يتضمن ثماني نوتات أو درجات وتنحصر حلاوة الأماكن في صوت الغزالي بين النصف الأول والثاني من الأوكتافين .
بهذا الشكل تكون مساحة صوت ناظم الغزالي قد زادت على أربع عشر درجه في السلم الموسيقي , ومع انفتاح حنجرته كانت قدرته غير العادية على إجادة الموال وتوصيل النوتات بوضوح .
بالإضافة الى دراسته التمثيل ساعده على إجادة فن الشهيق والزفير في الأوقات الملائمه ..







" حفــلات الكويــت وبيــروت "

تلقى ناظم الغزالي دعوة من وزارة الاعالم في الكويت على أن يقوم بإحياء حفلات عنائية مع مجموعة من كبار فنانين الغناء العربي آنذاك وهـم " نجاة الصغيرة , وديع الصافي " .
وفي الليلة الأولى في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل استقبل ناظم بحماس وترحاب كبيرين , وأنهى فترته على الموعد إلا أن الجمهور المتعطش لفنه طلب المزيد من الوقت وعندها غادر المسرح فغادر أغلب الجمهور ولم يبق إلا نفر قليل من محبي نجاة ووديع .
وفي الليلة الثانية طلب من ناظم الغزالي أن يؤجل وصلته الغنائية لتكون الختام . وبدأت الحفلة وعندما تعدى الوقت منتصف الليل أخذت الجماهير تنادي بصوت واحد ناظم الغزالي . وما إن حان ظهور ناظم حتى دوت القاعه بالتصفيق والتشوق الحار لسماعه .
لما رأت وزارة الإعلام تعلق الجمهور بـ ناظم الغزالي طلب منه وزير الإعلام لبقاء في الكويت لتسجيل أغانيه ومقاماته للاذاعه والتلفزيون واستغرق ذلك عشرين يوما . في هذه الأثناء جاء صاحب فندق " طانيوس عاليه " في لبنان المتواجد في الكويت طالبا التعاقد معه لإقامة حفلات في لبنان في فصل الصيف وقد تكللت هذه الحفلات بالنجاح الكبير حتى أطلق على الموسم السياحي " موسم ناظم الغزالي " .
واستمرت جولاته شامله دول عربية واوربيه ومن نجاح إلى نجاح .







" الموت في قمـة المجد "

في يوم 21 / 10 / 1963م في الساعة العاشرة والنصف صباحا توقف نبض ناظم الغزالي لينقطع البث الإذاعي ليعلن " مات ناظم الغزالي " .

مات ذلك الصوت الشجي الجميل مات صوت العراق عن عمر لم يتجاوز " 42 " عاما مات وهو يرى نجاحه الباهر مات وهو يرى محبته بين نفوس محبيه وعشاق فنه .

" مـــــــــــــات ناظم الغزالـــــــــــي "






" كلمات القصــائد والأغانــي "













شعر (إليا أبو ماضي) في قصيدة (العيد) فيقول :


أي شيء في العيـد أهـدي إليـك
يا ملاكـي , وكـل شـيء لديـكِ
أسوارا ؟ أم دملجـا مـن نضـار
لا أحـب القيـود فـي معصميـك
أم خمورا ؟ وليس في الأرض خمر
كالـذي تسكبيـن مـن لحظـيـك
أم ورودا ؟ والورد أجملـه عنـدي
الـذي قـد نشقـت مـن خديـك
أم عقيـقـا كمهجـتـي يتلـظـى
والعقيـق الثميـن فـي شفتـيـك
ليس عندي شيء أعز من الـروح
وروحـي مرهونـة فـي يـديـك



أرج الورد
سماع
تحميل


أقول وقد ناحت

سماع
تحميل

العروسة العربية
سماع
تحميل

طالعة من بيت أبوها
سماع
تحميل

عيرتني بالشيب
سماع
تحميل

يا أم العيون السود
سماع
تحميل

يا رهيب الدير
سماع
تحميل

سمراء من قوم عيسى
سماع
تحميل

قلي يا حلو
سماع
تحميل


وفي الختام :-

أتمنى أن أكون قد أفدت واستفدت تقبلوا تحياتي


color=#0099CC][/color]
[


التعديل الأخير تم بواسطة محمد الجهيم ; 30-01-2006 الساعة 04:18 AM
محمد الجهيم غير متواجد حالياً