عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-2008, 04:43 PM   #1267
سطام الشمري
( وهج الشعر )
 
افتراضي رد: [ الذكـ [ الثالثه ] ـرى ]

كانت تمسك معصمي واقفة من الخلف..
تحاول شد أنتباهي لها.. كانت تسترق النظر لي بلا مبرر يسمح لها !
لا زلت غريباً عن هذا العالم .. لم أكترث بأحد..
ولا هي تستحق شد أنتباهي.. لكنها استطاعت أن تأخذ من وقتي بعضه ..
ربما تقاسمنا أكواب الشاي عنوة كي نتحدث عن هواية مشتركة .. كتابة عقولنا!
هذه هي أهم ما تقطاعنا فيه .. وجمعتني بها الأيام !
تلك الصغيرة .. حاولت كثيراً أن تخترق أرضي وتقيم في قلبي ..


حاولت ولا زالت تحاول .. فهي واهمة بأني أحبها .. وأني فارسها الذي سيحقق لها كل ما تحلم به!
لا تعلم أنها أختارت إنساناً طيلة حياته يتجرع كأس الحُزن والألم !
ولكنها بدأت تتحرك بطريقة تجعلني أفكر .. لماذا تحاول أن تخلق لي قلباً وتقتله !
أبشع الجرائم أن تصنع لإنسان وطن بقصد أحراقه وهو يحاول الدفاع عنه !
تلك الصغيرة واهمة .. فهي ترغب بشيء أستطيع أن أقدمه لها بلا عناء يذكر ..
ولكنها تحاول أن تنال هذا الأمر منيّ وتتجاوزني لتناله من صديقي ..
أي مراد تحاول الوصول إليه تلك المجنونة!
لا أفهمها ولا أفهم صديقي .. ولا أحاول أن أفهم شيء ..


فأنا ولدت بشيء من الحزن المدبر أو نوبة من الغضب ..
أحاول أن أتصور أبي الحزين .. صارحني يا أبي هل أنت سعيداً !
أم إلى الأن يطاردك شبح الحُزن الأليم ..
أبي أرهقتني غربتي وجرعتني الحياة الحسره وجعلتني أذوق مر الحُزن ألوان وألوان ..
حتى الآن ..
حتى الآن أحاول تفهم الأمور من حولي بشكل طبيعي !
ودائماً أفشل في السيطرة على تفسيري للمواقف المختلفة .. وأجد نفسي مرغماً على الكتمان !
حتى لا أجدني مطروداً من كل الأماكن التي تعلقت بها لشيء ما يخصني فيها ولا يمت للآخرين بصلة !
نوبة من الأحساس بالعجز.. تحسس أرواح الآخرين .. الوجع المقيم بين قلبين.. الحبل المتين الذي يشد الوجع ..


الرياح التي تحمل المزيد من الألم .. الأصوات والصدى والأنين وكل هذا الخوف ..
ولا زلت دائماً.. اقرأ دنقل .. " من علّم الإنسان تمزيق العدم "
اتأمل حروفاً مات صاحبها قبل عقدين من الزمان ..كيف تدركنا الأوجاع فجأه ونستعذب ما هو أشد ثم نتوه في بحر من النسيان ..مقابل ذاكرة من الدم .. ونقاوم كل هذا ونعود بأرواحاً أقل كفاءة لتلقي صدمات جديدة ..من أين ينبت الأمل !
ولماذايقيم الموت بعيداً جداً .. ويحضر في لحظات التتويج .. !
لابد من تفسير ما !
كم بقي على تتويجي !
وأين سأكون في ذلك الوقت .. أستطعم الآن طعاماً تناولته في بيت أحد الشرفاء .. كنت فقيراً على ذلك الصحن !


مجرد أحساس بالفقر .. لكل شيء في هذا العالم ملامح جميلة .. نشاهدها فقط من زاوية معينة ..
ونشعر بها ونعيش تلك الحالة لثواني معدوة..
كرائحة الجنة التي نستشعرها في الحجرة النبوية !
لا يمكن أن تسكنك مرتين !
لو كانت السماء ثابتة والأرض ساكنة .. والغيوم لا تزور كل يوماً أرض.. لتوزع النعيم والجحيم منذ وقت طويل بهذا الزمن الموجع ..

سطام الشمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس