عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2008, 12:01 AM   #2
وردة الهلال
قلم المجلس النشيط
 
الصورة الرمزية وردة الهلال
 
Red face الجزء 5








صعب : لديك جراحات كثيرة وبعضها قديمة جداً ما قصة هذا الجرح القديم وأشار إلى وسط ظهري ...

منتهى : هذا أول جرح أصبت به ...

صعب : أخبريني ماذا حدث ...

منتهى : يومها كالمعتاد هو بالخارج وأنا بعدما فرغت من واجباتي المنزلية ذهبت لكي أسلي نفسي على الانترنت فأخذت بتنزيل بعض حلقات مسلسل كرتوني فأخذ مني وقتاً طويلاً في ذلك ولم يزل زوجي يهاتفني ويسألني مالذي يشغل الهاتف فأقول له ماذا أفعل ... لم يقنعه ذلك

حمدان : وهل التنزيل يأخذ كل هذا الوقت؟؟

منتهى : نعم ويأخذ أكثر من ذلك لأن السرعة بطيئة لدي...

لم يصدقني وأغلق الهاتف وجاء مسرعاً إلى البيت كغير عادته ...
استقبلته ككل يوم وإذا به يصرخ

حمدان : أذهبي الآن إلى الجهاز وافتحي لي كل ما تم تنزيله ....
منتهى : لقد حذفتها كلها لأنها غير صالحة ليس لدي البرنامج المشغل لها .. لم أنتبه إلى ذلك إلا بعدما فرغت من تنزيلها ...

أخذ بالسباب والشتم كعادته وشرور الدنيا يتطاير من عينيه ومن ثم أصدر قراراً بمنعي من تنزيل أي من الحلقات مستقبلاً ....
لم أجد مبرراً لذلك الثوران المفاجئ ولم أجد الموضوع يستدعي كل ذلك الغضب وبعد مرور مدة طويلة وتفكير طويل اتضح لي أنه يشكك في أخلاقي ... صعقت من طريقة تفكيره وكان هذا هو جرحي الأول ....



أقبلت فتاة بخطى بطيئة باتجاهنا ثم وقفت وقالت ::
لقد كنا نستمع إلى حديثكم أنا وبعض الفتيات فهل تسمحون لنا بمشاركة الحديث معكم ؟؟

منتهى : بكل تأكيد ..

تبسم صعب وقال:: كلما طالت المحادثة كان أفضل من أجل منتهى ..

تبسمت بدورها وهتفت للفتيات وأشارت إليهن لينضممن لنا ...
وبالفعل أتت كل فتاة واتخذت لها موقعاً فأصبحنا نشكل دائرة غير مرتبة
وحين أستقر الجميع أخذت الفتيات بالتعريف عن أنفسهن

سكون و شجون و فتون

قال صعب :
أريد من كل فتاة منكم أن تحكي ما حدث لها والبقية يستمعون بصمت ..

قالت فتون : سأبدأ أنا بالحديث ..

صعب : هاتي ما عندك ....

فتون : تخرجت من الثانوية وتزوجت وانتقلت مع زوجي من قريتي إلى مدينته وذهبت إلى الجامعة التي بالمدينة القريبة من بيتي لأكمل دراستي بها وتم قبولي للدراسة
فتخصصت بقسم الفيزياء وكنت سعيدة بذلك ..


وسرعان ما اختلطت بفتيات تلك المدينة وكل من بفرقتي كانت جميع الفتيات بمنتهى اللباقة والأدب وكنت محظوظة لأني من بينهن
ومرت الأيام وأنا أحاول أن أوفق بين بيتي الجديد ودراستي ...


أضطر زوجي بعد شهرين من بدء الدراسة إلى السفر فألتجئت إلى بيت أهله للسكنى لأني لا أستطيع الذهاب إلى أهلي لأتمم دراستي وحاولت جاهدة التأقلم مع الوضع الجديد فكان كل شيء جديد بالنسبة لي ليس فقط حياتي الجديدة مع زوجي بل المدنية كلها غريبة بالنسبة لي وها أنا ذا أسكن مع أهله بأسلوب حياتهم المختلف وأشارك أخته ( سمر ) في غرفتها ..
استمريت على تلك الحال لثلاثة أشهر وعندما فرغت من الدراسة
أردت الذهاب إلى قريتي لأقيم عند أهلي حتى يرجع ولكنه أبى


وعندما رجع من سفره عدت إلى بيتي وعندها بدأ الصراع ....
لا يريدني أن ألتهي بدراستي ... ولو لساعة ...

وحتى عندما يخرج يريدني أن أشغل نفسي بأمور البيت وإذا طلبت منه أن يشتري لي أشياء تخص دراستي من كتب وغيره يماطل بها ويتعذر بأعذار واهية لا يأتيني بها إلا بعد هم وعذاب وكلما تأتي دفعة من مرتبي الجامعي إلى حسابي أجده قد صرفه كله ولا أحصل على شيء منه ..


أستمر هذا الحال وأنا أريد أن أقاوم من اجل إتمام الدراسة ولكن هيهات بدأ صراع من نوع آخر ... أخذ يتهمني بالإهمال في حقوقه لم أجادله في ذلك وأخذت أفعل ما يطلبه مني ... أزداد توتري وتشتت أفكاري وأزداد معها غيابي عن المحاضرات لم أستطع الاستمرار أكثر ...

أصبحت أصاب بالصداع كل صباح ...
وبعد عدة أشهر سافر مرة أخرى لمدة شهر واحد واضطررت مرة أخرى للسكن في بيت أهله استمريت في دراستي ولكني لم أستوعب منها شيئاً بسبب ما يحدث لي فقررت الانقطاع حتى تهدأ الأمور ...
وأخذ يؤنبني على ذلك ليس لأنه يريد دراستي بل في انقطاعي انقطاع لمرتب الجامعة حتى أعود ...



ولكني لم أعره أي اهتمام وقلت هذه تضحية من أجل بيتي ولكن الأمور لم تهدأ مع وجودي المستمر في البيت فبعد انقطاعي يخرج من البيت ولا يعود إلا متأخراً ... تعجبت من تذمره الدائم من دراستي وهو الآن لا يلتفت لمجرد أن ينظر في وجهي ...
تابعت دراستي من جديد وعاد التذمر والمطالبة بالحقوق ...

فتون : لماذا تفعل ذلك ؟؟

فذهب إلى درج في أعلى مكتبه وأخرج منه كتاب أخضر صغير ..

الزوج : هل تعرفين ما هذا ؟؟

فتون : نعم أنه عقد زواجنا ..

الزوج : هل تعرفين الشروط التي اشترطتها ؟؟

فتون : لم أشترط شيئاً تركت الأمر لوالدي ..

ففتح الكتاب وقال لي إقرأيها ..

أخذت الكتاب وقرأتها .. فإذا هي بالترتيب التالي ::
حسن المعشر والمعاملة الطيبة
بيت مستقل بها
أن تكمل دراستها وتحصل على وظيفة لو أمكنها ذلك



فتون : ما الذي تقصده ؟؟

الزوج : هل رأيت هذه الشروط ستدفعين ثمنها غالياً .... سيخرج ثمنها من عينيك

صعقت من ردة فعله تلك إزاء الشروط ... ولم استطع أن انطق حرف واحد

استمر الحال بالتردي إلى أن وصل بي الحال إما أن اختار بيتي وزوجي أو أختار دراستي فاخترته هو ... قلت الدراسة ليست مهمة لآخرتي مثل رضى زوجي ..... لم أنتبه أن رضى الناس غاية لا تدرك ....


سأكتفي بهذا القدر من قصتي .. لأني لا أحب ذكر التفاصيل

منتهى : كما تريدين
عندها بدأت سكون بسرد قصتها ...

سكون :
أما أنا فقصتي تبدأ مع بداية زواجي وككل من حولي ننتظر متى يحدث أول حمل لي ولكنا أسلمنا لربنا ولم نفكر في هذا الأمر كثيراً
كنت كلما ذهبت إلى زيارة أحد أقاربي يسألني هل حدث شيء ؟؟ يقصدون بذلك حملي فأقول لهم لا ... متى ما قدر لي سيحدث ...

أما زوجي فكان يقول نحن ليس في عجلة من أمرنا سننتظر سنتين قبل أن نفكر في الإنجاب....

لم أكن أعلق على قوله هذا ... لأني أعرف انه ليس صادقاً به ... ما يقوله لي عندما نكون لوحدنا شيء آخر ...

مرت سنة على زواجي ولم يحدث شيء ففضلت الذهاب للعلاج ...

ذهبت إلى المشفى وقلت لهم ما أعانيه وصرفت لي دواءاً وأعطتني موعداً آخر وقضيت سنتي كلها ذهاباً وإياباً للمشفى وفي كل مرة تصرف لي الدواء وتقول لي ليس لديك إلا ارتفاع في هرمون وتعطيني الدواء اللازم لانخفاضه

وبعدها .. أحالوني إلى قسم العقم ... وأنا في دهشة من أمري فسألت لماذا ؟؟ قالت لي :: أنت تعانين من ضعف بسيط وعلاجه مجرد هذا الدواء واستمريت على الدواء ولكن دون جدوى ...

وزوجي أخذ يلح بشكل شبه يومي على هذا الموضوع ...

بعدها .. أحالوني إلى قسم آخر .. حيث قيل لي لم ينفع العلاج الأول بالأقراص سنبدأ العلاج بالأقراص ومعها الإبر ...

بدأت العلاج وكان بشكل شبه يومي أذهب للمشفى ... كل شهر آخذ ما يقارب نوعين من الحبوب المعالجة ومن سبعة إلى ثلاثة عشر إبره ....

بلغ اليأس من زوجي مبلغه ... فأخذني إلى مستشفى آخر وبدأت دوامة العلاج تلك من جديد ....
وما في ثناياها من ألم وتجريح وكل ما اعتراني من حزن وإطالة النظر إلى السماء بالدعاء لأرضي من حولي لأجعل كل من حولي في راحة وهناء

واستمريت في العلاج إلى أن وصلت إلى طريق مسدود .... جسدي يستجيب للعلاج ولكن الحمل لم يحدث ...


قال لي الطبيب :: لقد وصلنا إلى مرحلة الكي وفي هذه المرحلة سنجري لك عملية لنستكشف ما بداخلك لنطمئن على كل شيء ومن ثم نقوم باالكي ..


.. أصبت بالرعب عند سماع ذلك ولم أعلق على كلام الطبيب وأخذ زوجي بإقناعي لإجرائها ...

سكون : ليس الآن أريد أن أجريها وأنا مقتنعة تمام الاقتناع حتى لا أندم على ذلك
لم يعجبه قراري ولكنه لم يستطع فعل شيء آخر لأن شرط إجرائها هو بموافقتي التامة على ذلك فالعامل النفسي مهم في هذه العملية ...


أخذت بالتفكير في ذلك وأخذت أسأل من حولي عن رأيهم في ذلك وكل أبدى رأيه بطريقته .... لم أستطيع حزم موقفي فلجأت إلى خالقي .. استخرت في أمري مرة بعد أخرى ولكني لم أقتنع بإجراء العملية

سكون : زوجي أريد تأجيلها والبدء مرة أخرى

الزوج : مستحيل كلا

سكون : لنكمل العلاج بدون الخضوع لهذا الإجراء

ذهبنا للطبيب وعرضنا عليه ذلك فقال الخطوة القادمة هي أن تذهبي إلى مدينة أخرى للعلاج ولأجل تحقيق ذلك سأرسل تقريراً بحالتك وأظهر التقرير

الطبيب : انه يتطلب توافر شروط معينه حتى يقبل المستشفى هناك معالجتك
فأخذنا تحقيق هذه الشروط خطوة بخطوة ... ولكن من ضمن الشروط أن أكون قد خضعت لتلك العملية .... واسودت الدنيا في عيني مرة أخرى ....


الطبيب : يلزمك شهرين ليصبح وزنك مثاليا ثم سنجري لك العملية ...

توكلت على الله في ذلك واخذت أدعو الله خير هذا الأمر وأن يكفيني شره ...

وعندها حالت بعض الظروف من أن أتم العملية في الموعد المحدد وتأجلت عدة شهور إلى أن جاء يوم جاءني زوجي

الزوج : ستجرين العملية في هذا الشهر

سكون : ومن قال ذلك ؟؟ ...

الزوج : تعرفين انه لابد من إجرائها....

سكون : ليس بهذه السرعة

الزوج : لقد مللت الانتظار هذا هو أخاك يصغرني بأكثر من سبعة سنوات سيتزوج ويرزق بأطفال وأنا لم أنجب طفلا واحداً ...

لم أستطع الرد على ما قاله من كلمات ... خفت أن يسخط بما كتب الله له فآثرت السكوت ...
ورضيت بما كتب الله لي

سكون : حسناً سأجري العملية كما تريد ...

وحدد لي موعد العملية في الأسبوع التالي .. لدي أسبوع واحد لأرتب أموري وأرخي تفكيري وأرضى بما سيحدث لي .... وكانت الأيام تمر ثقيلة أمامي ...

وأتى الوقت للذهاب للمشفى ... فحزمت بعض حاجياتي وذهبت إلى هناك وأجروا معاملات دخولي واتجهت إلى فراشي وجلست هناك وزوجي بجانبي والسعادة تشع من وجهه .... ثم نهض وخرج من الغرفة بضع دقائق وعاد ومعه تصريح لخروجي وعودتي في التاسعة مساءاً ...

سكون : لماذا ؟؟
الزوج : سنذهب إلى ما كنت ترغبين به نتناول طعام العشاء ونزور مياه البحر ثم نعود للمشفى ...

سكون : قلت له حسناً ...

بقيت طوال تلك الفترة صامته كمن خرجت روحها عن جسدها ... اشتكي همي للبحر كم سلاني وكم وآستني أمواجه ..
وبعدها عدت للمشفى وذهب زوجي إلى البيت وجلست أنتظر موعد العملية صباحاً ..... لم أستطع النوم حينها ..... فقد كنت أجهل ما ينتظرني ....

وفي الصباح تم تحضيري للعملية فإذا بزوجي يهاتفني

سكون : لا تأتي .... لا أريدك هنا ....

الزوج : لابد أن أكون بجانبك في وقت كهذا ...

سكون : لا أريد ذلك أريد أن أكون لوحدي .. مجيئك سيربكني لا أكثر ...

الزوج : ولماذا ترتبكين ؟؟ لا أجد سبباً لذلك ؟؟.....

لم أجادله بشأن ذلك لان الممرضة أتت لتجهيزي وإعطائي أول جرعة من المخدر ....

سكون : لا تأتي لا أريد أن يدخل علي أحد أو يكون بجانبي عند استيقاظي وكعادته لم يعر لطلبي انتباهاً وفعل ما يجول في خاطره .... وضعوني على ناقل متحرك ووضعوا علي غطاء ابيض ...

واقتادوني إلى مكان العملية ومن ثم جاء طبيب التخدير وكشف الغطاء عن وجهي وأخذ يحادثني عن خطوات التخدير وعن تأثيره محاولاً بذلك طمأنتي ...

لم أتجاوب معه أو أرد على أي شيء من حديثه ....
كنت أفكر متى سيعيد الغطاء على وجهي ....

أقول في نفسي أحمد الله انك متقدم في السن وليس من بلدي ...
أعاد الغطاء إلى وجهي .... وبعد فترة سمعت صوت طبيبي المعالج ....

أتى ليسألني ما هو شعوري ... أجبته بأني أحمد الله على ذلك ... تبسم ثم قال سنبدأ الآن ....


اقتادوني إلى حجرة مجاورة ونقلوني إلى سرير آخر في وسط الغرفة ومسلطة عليه مجموعة من الأضواء وعندها أزاحوا الغطاء عني كلياً ... كانت بجانبي ممرضتان تساعدانني على الحركة لان المخدر الأول بدأ يأخذ مفعوله في جسدي .. وبعد أن استقريت على السرير ... وإذا بي أشعر ببرد قارص .. يصاحبه رجفة من شدته ...

قلت للممرضة التي بجانبي وكان وجهها بشوش جداً وذات روح ساحرة :: أني أشعر ببرد غير طبيعي

الممرضة : هكذا هو جو الغرفة حتى لا تنمو الجراثيم فيها ....

عاد إلي حينها طبيب التخدير ومعه مساعدان ...

ووقف على رأسي يخاطبني ... ثم قال لي إن زوجك بالخارج قلق عليك ...

تبسمت وكتمت التعليق في قلبي لأني أعرف من هو زوجي ...

وأعرف أن ذلك ليس قلقاً من أجلي بل قلق من أجل شيء آخر ...... عذاب آخر....
اجتمع حولي كلاً من الممرضتين والمساعدان وطبيب التخدير وطبيبي المعالج ولم يبقى سوى وصول الاستشاري الذي سيجري العملية ....

بدأ طبيب التخدير في عمله وأخذ مساعده بمحادثتي فأشحت بوجهي عنه للجهة الأخرى ...
ليس تكبراً مني ولا انزعاجا ...

لكني لم أستطع أن أستر وجهي عنه إلا بتلك الطريقة ....

مع إنها لم تكن تجدي لأني ملقاة على سرير وهو بجانب رأسي ...
فرجوت أن يفهم ذلك ويكف النظر إلي ... ولكن ما الحيلة ... هذا هو قدري ....

تبسمت لي الممرضة وقالت :: كم أنتي هادئة ..

تبسمت لها بدوري وقلت لها ::: لا مبرر لهلعي الآن ...

بدأ طبيب التخدير يطرح علي أسئلة تخصني وعندها عرفت أنه بدأ بتخديري ...
التفت إليه وكان المخدر يأخذ مفعوله ببطء ...

الطبيب : ما أسمك ؟

سكون : سكون

الطبيب : منذ متى وأنت متزوجة ؟

سكون : منذ خمس سنوات ...

الطبيب : لا تجزعي مجرد هواء ...

فأردف مساعده مبتسماً :: نعم مجرد هواء ..

تبسمت لأني أعرف أنه ليس مجرد هواء ... وغبت عن الوعي ....


يتــبع.. في الجزء [ 6والأخـير ].


التعديل الأخير تم بواسطة وردة الهلال ; 11-04-2008 الساعة 12:26 AM
وردة الهلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس