الصمت....
ذلك العالم الغريب والواسع ...
عالم تهجر فيه الكلام ...
تبحر فيه لتصل لأجواء نفسك وعالمها الداخلي ...
لتكتشف ذلك الانسان الذي يسكن داخلك ...
من يكون وكيف يكون ...
ذلك الانسان الذي طالما كنت تجهله ...
بل قد تصل في بعض الأحيان إلى نكرانه والهروب منه ...
كم كان يعاني من السجن الذي وضعته فيه ...
السجن الذي فرضته عليه عندما كنت تحاول وضعه في قالب بعيد كل البعد عن أحاسيسه ومشاعره وحقيقته ....
كل ذلك لأنك تحاول الهروب منه لأنك تعتقد أنه سبب في إخفاقك وتعثرك ...
ترغمه على الذوبان في شخصيات الغير لأنك حكمت عليه بالفشل وتعتقد أن طريقه للنجاح هو محاكاة الغير والعيش في قوالبهم ...
كم يحمل ذلك الشخص القابع دخلك من الطيبة والحنان والمشاعر الرقيقه ...
ولكنك تجبره على أن يكون شخصا قاسيا لتظهره بمظهر القوة والهيبه ...
كم من صراع دار بينك وبينه وكم هو مؤلم ذلك الصراع ...
لكن .....
في عالم الصمت يجد ذلك الإنسان طريقه ...
لأنك على يقين أنه من الصعب أن يكتشفه أحد في ذلك العالم ...
لذلك تتركه على سجته دون أن تجبره على شئ ...
في عالم الصمت يجد حريته ويجد ذاته التي طالما فقدها في عالم الواقع وعالم الكلام ...
قد يقول من يقرأ كلماتي أن موضوعي غريب أو أنني أطرح فلسفة غريبه ...
ولكن من جرب عالم الصمت يعي ماذا أقول وماذا أعني ...
الكثيرون سيقولون لابد من البوح لأن عالم الصمت قاتل ...
لابد من الكلام ولابد من البوح لأحد عما يجول في خواطرهم ...
أجل لابد من البوح ولكن لمن يكون ...
في عالمي بوحي يكون لقلمي وورقتي ...
وقبل ذلك لله خالقي ....
أما البوح للبشر .... يحمل الكثير من التساؤلات
من يستحق البوح ؟
هل أجده كلما احتجته؟
هل سيحتمل ماسأقول؟
هل سيقفل عما نثرته بين يديه ويحفظه الأبد؟
هل وهل وهل .... وما أكثرها عند التفكير للبوح للبشر ..
ومضه
الشكوى لغير الله مذله
وصمتك هو طريقك لذاتك إن أحسنت استغلاله
وفي النهايه نحن بشر بحاجه للكلام والبوح بما في داخلنا ولكن قبل البوح لابد من التمهل والتفكير بمن نبوح له وبماذا سنبوح
هذه بعض أوراقي نثرتها بين أيديكم والتي أتمنى أن ترضي ذوقكم الرفيع
أنتظر مروركم الكريم ونقدكم الهادف
دمتم بود