الجزء العشرين..
سعود: يمه يمه
أم صالح: هلا .. وش فيك..؟!
سعود: لا بس أبشرك أخذت وثيقة التخرج والمعدل يرفع الرأس..
أم صالح: ماشاء الله ألف ألف مبروك.. يالله شد حيلك عشان الوظيفة.. ترا عروستك عندي..
سعود: وأنا ليش أصارخ من الصبح بـ شوف من الي في بالك.. اخطبيها يالله لي.
أم صالح: لمى بنت خالتك.. زينة البنات كلهم
هنا سعود ما قدر يمسك نفسه من الفرحة.. كان أغلب الوقت خايف من البنت الي تتكلم عنها .. وحمد ربه إنها طلعت لمى الي عن يوم يحبها أكثروأكثر.. لأنها فعلاً كانت مميزهـ بـ هدوئها وانوثتها.. وجمالها وفوق على كل هذا طيبتها وحبها له..!
خلود: كللوووووويش
سعود: لا أستحي أنا أذوب.. لا مو مصدق..
أم صالح: الحمد لله ما عندك مانع.. والله كنت خايفه ترفضها عشانها أصغر منك..
سعود: لا دام الغالية هي الي مختارتها أكيد بوافق كم عندي من أم صالح..!
خلود: بروح أقول لـ لمى..
سعود: بنت أذبحك.. خليها مفاجأة لها.. بعدين أنا لازم أشوفها شوفة شرعيه..
أم صالح: الحين تشوفها كل اسبوع وفوق هذا تبي تشوفها شوفه شرعيه..
سعود: ايه بس ما أشوفها كـ زوجه.. خلوني أشوفها كأنها زوجة..
خلود: طيب يمه متى راح نخطبها..؟!
سعود: الليلة إن شاء الله..
أم صالح: يالله لك الحمد والشكر انهبلوا عيالي..
سعود: وش لك الحمد.. متى عندك نيه تخطبينها..
أم صالح اذا لقيت شغل..
سعود: الله مستعان.. بعدين ما قلت بأخذها.. بس يمه اخطبيها وإذا ربي سهل علي وتخرجت هي من الثانوي تزوجنا..
خلود: ايه يمه نبي نفرح بـ العطله هذي من بعد زواج صالح ما شفنا فرح..
أم صالح: خلاص توكلنا على الله.. بكلم صالح وبتصل على أختي.. الإسبوع الجاي نخطبها..
سعود: يالله نصبر اسبوع الشكوى لله.. ولا نصبر سنه..!
\
كان سعود فرحان حيل ويعد أيام الإسبوع حتى يجي اليوم الي اتفقت أمه مع خالته عليه.. خلود ما قالت لـ لمى أي شئ حتى تخليها مفاجأة لها وتفرح قلبها..
\
سعود: يالله يمه تآخرنا..
أم صالح: شفيك مطفوق.. ترا البنت مو طايرهـ..
سعود: والله أنا الي أحس نفسي بطير.. يالله خليدهـ تراها خالتي ماله داعي كل هـ الكشخه..
خلود: علم نفسك.. بعدين لزوم الحلاوهـ أخت المعرس أنا..!
سعود: وش معرسه.. خلينا نخطبها أول..
خلود تغمز لها: واثقه من الموافقة..
ضحك سعود لـ أخته وحركتها .. : يالله بس مشينا..
\
راحوا لـ بيت خالتهم الي كانت الوحيدة الي تعرف عن نية أختها.. ولمى كانت فرحانه بس لأن خلود راح تجي من بعد الإختبارات ما شافتها.. استغربت لما قالت لها امها البسي زين.. وما استوعبت كلامها ولا طرى في بالها إن السالفه فيها خطبة..!
بـ المجلس..
أم صالح: يا أوخيتي مدري وش أقول بس شاوريها أنتي أمها وأدرى فيها..
أم ياسر تناظر لمى بـ فرح إن بنتها كبرت وجا اليوم الي نتخطب فيه: أنتي أمها قولي لها..!
خلود: لك الحمد بس.. يتعازمون خلاص أنا أقولها..
لمى: وش تقولون أنتم شفيكم..!
خلود: يا ستي أخوي سعود الملقب بتوم كروز جاي اليوم يخطبك عاد أنا قلت زين ما اخترت شرايك يا لمى المدللـه بـ أخوي..!
لمى أول كلام خلود صدمها .. سعود جاي يخطبني.. قلبها كان يدق بسرعه ويدينها ترتجف من الخوف والفرحه.. كم تمنت هـ اللحظه بس ما تخيلتها تجي بـ السرعه هذي.. كانت فرحتها ما تنوصف نزلت عيونها للإرض بحياء شديد ودها ترجع لغرفتها تضم خلود على هـ الخبر.. تنشق الأرض وتبلعها.. كم حبت سعود وكم دعت ربها يجمعها معه.. وجا اليوم الي تحقق فيه حلمها..
خلود: يوووهـ أدوخ أنا على الي يستحون.. ياربي أذوب أنا..
أم ياسر: وش قلتي يمه..
رفعت راسها لمى وهي تحاول تستوعب الموضوع الي طلع أكبر من تخيلاتها..
أم صالح: وأنا خالتك فكري واستخيري مو جابرينك على شئ ما تبينه ترا..
قلبها كان ودهـ يصرخ.. وش أفكر فيه.. شئ من زمان قررته إني ما أكون إلى له وله لـ حاله.. حياها منعها من إنها تقول ايه أبيه.. ابي الي حبيته .. ابي سعود .. وسعادة عمري..
\
بـ المجلس صالح كلم ياسر الي انصدم وما توقع بيجي اليوم الي سعود يطلب لمى منه.. ياسر ماكان يحتك بـ سعود كثير لأنه يعتبرهـ مغرور وقلبه قاسي وما يحس.. وماكان على باله بيجي اليوم الي بيزوجه أخته لمى..
ياسر: نشوف رأي أمي ولمى ونرد لكم..
صالح: استعجل ترا الولد مستعجل.. ما تشوف شلون مستحي وما كأنه سعود الي نعرفه..
معاذ تذكر بنت خالته الي يحاول يتظاهر انه نساها وتمنى انه هو الي بمكان سعود ويخطب خلود: يوه يا سعود الله وكبرت وصرت تخطب..
سعود: أنت ولا كلمة ترا على أعصابي يوهـ أثر الخطبه شينة..
الكل: هههههههههههههههههه
فراس: بدخل أشوف وجه لمى كيف صاير..
\
فراس: يمه وين لمى..؟!
أم ياسر: شفها مع البنات فوق بـ غرفتها..
طلع فراس لها ودخل وحصلها جالسه مع خلود وغندهـ الي مايتين ضحك عليها..
فراس: يالله قومي البسي عباتك.. ياسر يقول زوجناك.
لمى: انطم أنت ترا الي فيني مكفيني..
غندهـ: تعال شف كيف لعبنا بـ أعصابها.. خلاص بطلت ما أبي أتزوج حتى ما يجيني مثلها..
خلود: يا عيني وعندك نية تتزوجين ..؟
فراس: بس ما في تناسب... لمى تآخذ ذا المغرور..
خلود: مغرور في عينك أخوي حلاة الرجال كلهم..
غندهـ: صدق لمى بتوافقين تآخذين سعود..؟
لمى: ليش أنتي الثانية تشوفين فيه شئ ..
غندهـ: أول شئ مغرور حيل ويالله يتكلم.. بعدين أنتي رومانسية وتكتبين بس هو تافه..
خلود: شوف البجاحه كيف.. تسبون أخوي قدامي..
فراس: آسفين بس هذا الحاصل يا بنت خالتي..
لمى: عناد فيكم بوافق..
نزلت راسها غندهـ: يعني اذا وافقتي بتروحين عنا..
لمى: ليش تبوني..؟
غندهـ ايه نبيك.. ونحبك بعد
فراس: أنتي بس الي تعطينا وجه وتروحين معنا نتمشى.. قبل كان معاذ بس معاذ تغير علينا..
غندهـ: بعدين لو أبوي عايش كان الحين هو الي يجي عندك ويسألك مو فراس صح..؟!
كلام غندهـ صحى الذكرى بـ قلب لمى.. ذكرها بـ أبوها وأيامه معهم..
موته كان كبير عليهم.. فقدوهـ حيل.. وكان واضح آثرهـ على البيت وإخوانها..
خلود: اليوم نبي نفرح بلاها هـ المناحه..
لمى تداري الدمعه الي بعيونها: غندهـ فراس اطلعوا شوي.. أبي خلود
فراس: ايه تبين تستشرينها بس تراها نصابه .. لا تصدقينها..
غندهـ: يالله امش خلنا ننزل تحت..
طلعوا من غرفتها .. ولمى كانت تداري الدمعه الي بعيونها حتى لا أحد يشوفها.. حست فيها خلود وقربت عندها.. :لمو شفيك..؟!
لمى:بس تذكرت أبوي..!
خلود: الله يرحمه.. كلنا ياقلبي بنموت..
لمى: آآهـ يا ليته كان موجود يفرح بـ فرحتي.. كم مرهـ تمناني أكون عروس.. خلود مو بس أنا الي فقدته.. حتى إخواني.. فقدناهـ كثير مكانه محد قدر يسدهـ..
خلود: لمو أنا بعد فقدت أبوي رغم إني ما أتذكرهـ لأنه مات وأنا صغيرهـ بس أحس إن فيه شئ فاقدته بـ حياتي.. والي رغم قرب سعود لي ما عوضني هـ الشئ عنه..؟!
لمى: الدنيا قاسية.. أحيانا أقول يا ليتني بـ قوة ذكرى .. أقاوم الحزن..
خلود: ليش تظنين ذكرى قوية..؟
لمى: ايه.. بنت بعمرها فقدت أمها وأبوها.. وتتحمل مسؤلية اخوانها.. ومع هذا بـ الهيبه هذي كلها والجبروت.. ما تسمينها قوهــ!
خلود: ليش تذكرتي ذكرى..؟
لمى: لأن آخر مرهـ شفتها قالت لي كلمة مازالت ترن بـ إذني..
خلود: وش قالت..؟!
لمى: قالت إذا أنتي فقدتي أبوك.. فـ أنا فقدت الدنيا كلها.. فقدت أمي وأبوي.. وحتى عبدالرحمن أخاف عليه بـ اليوم مليون مرهـ لا يصير له شئ..!
خلود: ليش تحبين تكدرين سعادتك بـ الكلام الفاضي هذا..!
لمى: لأن كل فرحه نفرحها لابد تجي عاصفة آلم تنسينا فرحتها..!
خلود: الله يعين سعود عليك.. بتخربين حياته شكلك.. ترا سعود انسان متفائل كثير.. بليز لا تخربينه..
لمى: تطمني.. اذا ربي كتب نصيب بـ أخليه أسعد انسان..
ابتسمت خلود من غير لا ترد عليها.. مر بـ خيالها طيف خالد الي كانت تحاول تتجاهله.. لكن الحقيقه مازال في ذهنها.. لاهي الي نسته ولاهو الي قريب جنبها..!
لمى: افتحي قلبك لي.. ليش تحبين تسمعين من غير لا تتكلمين..؟!
خلود: ما بقلبي شئ.. غير اني فرحانه كثير إن سعودوهـ خطبك..
لمى: لو خطبك خالد بتفرحين..
خلود: يوووهـ يا قدمك خالد.. عمري ما تخيلت عشان كذا مدري أفرح أو أموت من الفرحه.. بس ليش أتخيل دام مافي شئ بيصير..
لمى: تدرين تمنيت اني أخت خالد وربي أخطبك له على طول..!
خلود: لا داعي.. لا تحرجين تواضعي أنا أدري إني رفيعة المقام..
لمى: أقول لا يكبر راسك بس.. الحمد لله والشكر بس..
خلود: قهر تدرين ليش..!
لمى: ليش..؟!
خلود: إنك بتصيرين مرة أخوي.. وأنا زمان كنت أخطط ان مرة سعود ماراح اريحها.. بس انتي غير.. ما يطاوعني قلبي..
لمى: طيب انطمي..
\
طلعت أم صالح وعيالها.. وكانوا متفائلين خير وإن لمى ان شاء الله موافقه..!
لكن الله العالم بـ الخافي..!
\
دخل ياسر عند أمه ولمى الي بين بـ عيونها الفرحة..
ياسر: ليش يمه ما علمتيني إن خالتي تبي لمى لـ سعود..؟
أم ياسر: وأنا أمك من زمان كانت تبيها.. بس الظروف ما سمحت نتكلم فيها..
ياسر: طيب أنتي تعرفين ولد أختك..
أم ياسر: ألف ونعم فيه وما عليه كلام..
ياسر: بس الي أشوفه انه ما يصلح لـ أختي لمى
فز قلبها لمى من كلام ياسر.. وحست انه جاد بـ نبرته.. خصوصاً انها تعرف رأي ياسر بـ سعود ونظرته له..
أم ياسر: ليش ان شاء الله ما يصلح لها..؟
ياسر: ياسر مغرور وشا يف نفسه وفوق هذا ما توظف..
أم ياسر: هو ما يبي الزواج الحين لين تخرجت من الثانوي ربك يحلها..
انتبه ياسر لـ أمه وإنها كانت راضيه: شلون نزوجها قبل لا نآخذ بـ ثأر أبوي..
ما تحمل كلمته معاذ..: وش دخل ثأر أبوي بـ الزواج..
ياسر: مافي زواج لين نآخذ بثأرنا..
أم ياسر: ومن أنت تجي تلقي الآوامر هنا..
ياسر: أنا ولي آمرها.. وقلت مافي زواج يعني مافيه.. يعني ريحوا بالكم وبكرا بلغي خالتي بـ ردنا..
معاذ: وليش تقرر.. اسأل لمى أول شئ..
ياسر: الظاهر انتم ما تفهمون.. قلت ما فيه يعني مافيه..
رفعت صوتها أم ياسر وبانت في ملامحها هيبتها وسلطتها: ما بقى الا هي.. واحد من عيالي يفرض رأيه علي.. سعود راح يتزوج لمى.. والإسبوع الجاي ملكتها.. وأعلى ما بخيلك اركبه..
ياسر: تكسرين كلمتي يمه
أم ياسر: وأكسر راسك معها.. دامني حيه محد بيأمر بـ هذا البيت غيري..
ياسر: تبين تفرحين قبل لا نآخذ ثأر أبوي..
أم ياسر: محد منكم بيحب عبدالله مثل حبي له.. بس ماراح أحرم واحد منكم الفرحه عشان هذا الموضوع..
قامت لمى وهي تبكي.. ما تحملت كلامهم.. ما لقوا غير هـ الموضوع هذا يتهاوشون عندهـ.. ليش استكثروا فرحتها بـ اليوم الي صار لها سنين تنتظرهـ..
فراس أخذ غندهـ حتى يطلعون للغرفة.. لأن نفسية غندهـ ما تتحمل المشاكل هذي..
معاذ: يمه تعوذي من ابليس وما راح يصير الا كل خير..
ياسر: ايه أكيد فرحان عشان تسوي الي في بالك وتآخذ خلود..
معاذ: ياسر امسك لسانك.. وما لك دخل فيني ..
أم ياسر: ليش عيال أختي ما يشرفونك..
ياسر: ما قلت بـ أختك شئ.. بس سعود واحد تافهه وما أرضى أحط أختي بين يدينه..
أم ياسر: أنا قلت كلمتي.. الإسبوع الجاي الملكة..تبي أهلا وسهلا ما تبي.. معاذ يكفي ويوفي..
طلع ياسر وهو بـ كامل عصبيته.. أمه اذا قالت كلمتها مستحيل تثنيها.. كان دمه يغلي.. مازال موت أبوهـ يمر قدام عيونه.. مو متخيل يفرحون قبل لا يآخذ ثأر أبوهـ.. ومو متخيل سعود الي ما يعجبه يآخذ اخته..!
معاذ: هدي أعصابك يمه لا تتعبين نفسك.. أنتي تعرفين ياسر اذا هدأ بيوافق..
أم ياسر: اطلع علم أختك عن الملكة..
معاذ: سمي.. بس وسعي بالك.. مالنا غيرك يالغالية..
حب راسها ويديها.. وطلع فوق عند أخته لمى الي كانت جالسة ودموعها تنزل بـ هدوء..
معاذ: شفيك بعد أنتي هدي نفسك..
لمى: ليش يستكثر الفرحه علينا.. كلنا فقدنا أبوي بس مو معنى هذا نحرم أنفسنا الفرحه..
بـ حنان الأخو قرب لـ عندها ومسح على راسها: تطمني.. أمي تقول الإسبوع الجاي الملكة.. افرحي .. بعدين هذا هو ياسر وهذا طبعه لين يهدأ بيجي ويبارك لك بعد..
لمى: لو أبوي حي ماكان رفع صوته على أمي.. من مات وهو متكبر علينا..
معاذ: ياسر قلبه كبير بس لا تنسين اننا كلنا في ذمته..
لمى: وعشانه الكبير يصير قاسي..
معاذ: لا تلومينه.. وخلاص أمي قالت كلمتها..
لمى: شلون تبيني أفرح وأنا بتزوج بـ مشاكل.. وبتصير في حزازيه اذا عرف سعود ان ياسر ما يبيه..
معاذ: يا بنت الحلال.. ان شاء الله بكرا اذا شفته بـ الشركة كلمته.. وان شاء الله كل شئ بينحل..
مسحت دموعها بـ قهر..: طيب بنام تعبانه ..
\
حب خدها بـ حنان وطلع من عندها.. وماكان أقل منهم هم.. بـ داخله آلف تساؤل
ليش هم من دون غيرهم مشاكلهم ما تنتهي.. وكل ما جتهم الفرحه يخرب عليهم شئ.. تخيل لو انه مكان سعود.. ورفضته خلود شـ راح يكون ردهـ..!
الحزن بان بـ عيونه بس سلطان النوم غطى عليه..!
\
لمى ما قدرت تنام لحد ما تطلع حرتها بـ دفترها..!
ننتعش حزناً مثير.. يكسونا الهم في كل محاولة لـ الفوز بـ لذة الفرح..
وصلت بنا القسوة لـ نقسى في أخوتنا.. في مشاعرنا.. أين هي النصرة الي تراودنا ..
أين سـيصل بنا المدار في نهاية فصول حكايتنا..؟!
\
ليلة صاخبه.. اضطر فيها ياسر انه ينام برا البيت.. وكانت أم ياسر نايمه بـ عينها وقلبها يحمي عيالها الي أتعبتهم الدنيا..
\
انتهى الجزء العشرين..!
تتوقعون راح تتم كلمة أم ياسر..؟!
أو راح يكون لـ ياسر تصرف ثاني..؟!
\